مصر وحصار تركيا
مجدى شعبان
تسعى مصر لتطويق
التدخل التركي في المنطقة من خلال تنسيق أمني مكثف مع عدد من الدول العربية
تمهيداً لتعزيز التعاون العسكري لمواجهة الأطماع التركية.
رئيس مخابرات مصر زار
سراً عدة دول عربية وفي شمال أفريقيا لتشكيل تحالف استخباري يليه تعاون عسكري مكثف
لمواجهة مشروع تركي وصف بأنه الأخطر ضد المنطقة العربية منذ وصول أردوغان إلى
السلطة.
كامل عرض معلومات
فائقة الحساسية عن التحركات والعمليات التركية في ليبيا وسوريا بالإضافة إلى
التواجد العسكري في قطر.
وسعت مصر دوائر
تعاونها الأمني مع دول إقليمية وأخرى أوروبية مهتمة بالملف الليبي، لتطويق التدخل
التركي بعد حصولها علي معلومات تفيد بأن هذا التدخل لن يتوقف عند ليبيا فلدى أنقرة
خطة أوسع تشمل دولا أخرى...!
الإستراتيجية التركية
تتبني تحريك وكلاء وجواسيس لتركيا في الدول التي زارها بهدف تخريب الاستقرار ليتاح
لأنقرة الإمساك بأوراق قوة جديدة في المنطقة تجعلها أكثر تحكما بشروط تفاهمات
ومفاوضات مع الأوروبيين أو الروس والأميركيين.
رئيس المخابرات
المصرية نجح في تحقيق هدف أساسي من جولته وهو “تكوين خلية أمنية عالية المستوى
شبيهة بغرفة عمليات تضم ممثلين رفيعي المستوى عن أجهزة أمن هذه الدول لمواجهة
المخطط التركي والرد عليه”.
حرصت مصر علي إحاطة
الدول المعنية بكثير من المعلومات وخبايا التوجهات والممارسات التركية التي قد تكون
غائبة عن البعض منهم، وكشف خطورة الانسياق وراء التعاون مع أنقرة أو الدخول معها
في علاقات إيجابية على أي من المستويات المتعلقة بالأمن القومي.
تونس والجزائر مثلا
تحتفظان بعلاقات جيدة مع أنقرة، ولهما تقديرات حول الأزمة الليبية ليست متطابقة مع
مصر التي حرصت تنبيههما بإتباع الحذر واليقظة وعدم الوثوق تماما في تركيا وفخاخها
الأمنية.
لعبت زيارة وزير
الخارجية المصري سامح شكري إلى الجزائر دوراً مهما في التوضيح للقيادة الجزائرية
ما تقوم به تركيا وساهمت الزيارة في ترطيب الأجواء بين الجزائر والمشير خليفة حفتر
ومهدت لوجود فرص للتفاهم والتعاون بين القاهرة والجزائر في الأزمة الليبية، وطي
صفحة التباعد السابقة.
تركيا تملك بالفعل
خطة للتمدد في المنطقة العربية، لكن عندما توسعت أنقرة في تنفيذها اصطدمت بتحديات
جديدة في سوريا، لذلك قد تتعطل بعض الشيء لحين حسم المعركة في إدلب.
أردوغان يعاني داخليا
بسبب توسع دائرة الغاضبين من التورط التركي في الملفات الخارجية و الغضب إمتد إلى
المؤسسات والشخصيات العسكرية والأمنية العليا علاوة علي الحزب الحاكم،الذي يتزايد
فيه حجم الرافضين لإستراتيجية أردوغان للتدخل في ليبيا بعد الأزمة المعقدة للقوات
التركية في سوريا.
0 تعليقات