الدور الحركي و
السياسي لـ(آمنة الصدر) في قيادة التظاهرات
ليث حـَداد
آمنة الصدر (والمعروفة بـ بنت الهدى) هي شقيقة شهيدنا السيد محمد باقر
الصدر وهي رفيقتهُ في الجهاد، فقد كانت من النشطاء السياسيين، والمدافعة عن حقوق
المرأة في ظل الإسلام، وكان لها الدور الرئيسي في مجال الدعوة الدينية والسياسية
لمئات النساء في العراق لتشجيعهم في الدخول في معترك الحياة السياسية والحركية،
هذا بالإضافة الى أنها كانت من الأدباء والتي نشرت لها العديد من القصص الأدبية،
وهي من الخطباء السياسيين التي كانت تقود الجماهير للنضال ضد حكومات الظلم
والديكتاتورية، وقد نالت شرف الشهادة مع أخيها في نيسان عام 1980م...
هنا نريد إن نسلط الضوء ولو سريعاً على دور الشهيدة العلوية الطاهرة في
نضالها وقيادتها للتظاهرات والاحتجاجات المناهضة لحكومة الظلم آنذاك، وماسنتناولهُ
من كلام يكون رداً وافياً على من كل من يرفض إختلاط الجنسين ومشاركتهما معاً في
التظاهرات أو دخولهما في المعترك السياسي،فعندما جاءت انتفاضة صفر عام 1977م 1397هـ
فتعرض السيد الشهيد للاعتقال وكانت تلك الأيام من الأيام العصيبة في تأريخ النجف
حيث عم الخوف والرعب في كل مكان ، وكانت حشود السلطة في كل مكان تعتقل كل من يقع
في قبضتها ، أما (بنت الهدى) فكانت البطلة التي وقفت دون خوف في رباطة جأش وشجاعة
غريبة بعد أن حشدت الجماهير المنددة لاعتقاله، حتى عاد السيد الشهيد ـ رضوان الله
عليه ـ من بغداد إلى منزلهُ في النجف، وفي مرة أُخرى عندما خرج السيد الشهيد مع
مدير أمن النجف خرجت معهُ وسبقتهما إلى حيث تقف السيارة وخطبت في الجموع منددة
بجلاوزة النظام وما يفعلونهُ صارخة ومرحبة بالموت إذا كان في سبيل الله وإرضاءاً
للحق...
ففي صباح يوم السابع عشر من رجب 1399هـ | 1979م ، تم الإعتقال للشهيد فقامت
الشهيدة (بنت الهدى) بالذهاب إلى حرم الأمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالنجف
الأشرف حيث نادت بأعلى صوتها :
( الظليمة.. الظليمة يا جداهُ يا أمير المؤمنين لقد أعتقلوا ولدك الصدر.. يا
جداه يا أميرالمؤمنين إني اشكوا إلى الله وإليك ما يجري علينا من ظلم واضطهاد..)..
ثم خاطبت الجماهير المحتجين فقالت :
( أيها الشرفاء المؤمنون هل تسكتون، وقد أُعتقل مرجعكم ، هل تسكتون وإمامكم
يُسجن ويُعذب، ماذا ستقولون إذن لجدي أمير المؤمنين إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم ؟
اخرجوا وتظاهروا واحتجوا ....)
يا لهُ من خطاب يدل على شجاعتها وقوتها وعدم خوفها من النظام الحاكم
وأتباعهِ فشاركت الجماهير رجالاً ونساءاً وقادت هذه الحشود لرفض سلطة القمع
والقتل، وبعد لحظات من ذلك قد نظمت تظاهرة انطلقت من حرم الإمام علي(عليه السلام) وساهمت
فيها المرأة مع الرجل ، وأدت إلى إجبار السلطة على الإفراج عن السيد الشهيد الصدر (
رض)، وهذه واحدة من المواقف السياسية والحراكات الشعبية التي قادتها أمرآة والاختلاط
واضح جداً كان للجنسين معاً في هذه الاحتجاجات فيا ترى أين الحُرمة الشرعية في
اختلاط الجنسين في هذه التظاهرات المناهضة للظلم، ولماذا لايكون للشباب المتظاهر
دوراً كبيراً في العملية السياسية أو المعترك السياسي، طيب كيف أنتم توصلتم للسلطة
واكتسبتم المناصب والمواقع السيادية واستحوذتم على الوزارات لولا التظاهرات والاحتجاجات
أليست هي وسيلة أم ماذا... فكيف تشرعون هذا لأنفسكم وتحرموها على غيركم يا شذوذ
الآفاق.
2 تعليقات
احسنتم على هذا الموضوع
ردحذفشكرا لمروركم حبيب الخزعلى
ردحذف