آخر الأخبار

ما الذي يفعله أردوغان في غرب أفريقيا






ما الذي يفعله أردوغان في غرب أفريقيا

مجدى شعبان

في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس صرح ماكرون:

"أريد أن أعبر عن قلقي حيال سلوك تركيا في الوقت الحالي، والذي يتعارض تماما مع ما تعهد به الرئيس (رجب) طيب أردوغان في مؤتمر برلين".

وأكد ماكرون على وجود سفن تركية مقابل السواحل الليبية، وإتهم أنقرة بـ"انتهاك سيادة ليبيا وتعريض أمن أوروبا وغرب أفريقيا للخطر".

كلنا نعلم أن أردوغان يرسل مرتزقة وجهاديين سوريين إلى ليبيا ... فلماذا يتحدث ماكرون عن التهديدات التركية على "أمن غرب أفريقيا" ؟

أكدت مصادر أن بعض المسلحين المتشددين والمرتزقة يغادرون معاقل الإسلاميين في طرابلس ومصراتة متجهين إلى غرب أفريقيا، تلك المنطقة المعروفة بأنها منطقة نفوذ فرنسي لكنها الآن تزدحم بالجماعات الإرهابية ومنظمات التهريب عبر الحدود والقارات (كولومبيا - خليج غينيا - الساحل - أوروبا) والجريمة المنظمة.

كما أن هناك حديثا عن سعي أنقرة لإنشاء قاعدة عسكرية في غرب أفريقيا...!

كذلك هناك تقارير تؤكد بأن بعض المقاتلين السوريين توجهوا إلى أوروبا.

وأكد ماكرون تخوفه من مخططات تركيا ..

السؤال الذي يشغل بال الحكومات الغربية هو إلى أي مدى سيستمر أردوغان في هذه المواجهة غير المباشرة في غرب أفريقيا بعد الشرق الأوسط والمغرب العربي؟

هل هذا نوع من الانتقام من أوروبا بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة لغلق أبواب الاتحاد الأوروبي في وجه تركيا ؟

أصبح من المؤكد أن فرنسا لن تقبل انضمام تركيا المسلمة إلى هذا التكتل "المسيحي" حتى وإن استوفت جميع الشروط المطلوبة. وكان الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي هو الأكثر صراحة في هذا الموضوع.

تدخل أردوغان المحتمل في منطقة الساحل وغرب أفريقيا قد يمثل خطوة أخرى على الطريق إلى المواجهة العالمية التي تشنها تركيا ضد المصالح الفرنسية والأوروبية.

ويرى الفرنسيون أن هذه خطوة تهدد حياة الجنود الفرنسيين المشاركين في عملية برخان (4500 جندي) وبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي وكذلك استقرار جميع دول الساحل التي تضررت بشدة من الشبكات المتشددة المسلحة والجماعات الإرهابية.

تظهر آخر جولة قام بها أردوغان في غرب أفريقيا (السنغال وغامبيا) إلى أي مدى تشكل أفريقيا خصوصا الدول الناطقة بالفرنسية ذات الأغلبية المسلمة، للرئيس التركي ساحة للمواجهة مع القوى الاستعمارية الأوروبية السابقة.

ولو إعتبرنا الأمر مجرد سباق على فتح أسواق جديدة للاقتصاد التركي لربما كان تدخل أنقرة في غرب أفريقيا أقل إثارة للقلق، وخصوصا إذا كان من المعروف أن تركيا تتمتع بوجود إقتصادي في أفريقيا منذ حوالي 20 عاما.

وعلى الرغم من ذلك فإن التدخل التركي يتبع استراتيجية متعددة تشمل القواعد العسكرية وإنشاء شبكات استخباراتية وتعزيز المصالح الاقتصادية التركية.

كل هذا يتم عبر استغلال الإسلام السياسي الذي تجسده جماعة الإخوان المسلمين، بالتحالف مع قطر. فالمشروع التركي أكثر طموحا بكثير من مجرد غزو الأسواق.

لم يظهر الأوروبيون استراتيجية واضحة في كيفية التعامل مع لعبة أنقرة الخطيرة المتمثلة في إشعال النيران في كل مكان، غير أن الاتحاد الأوروبي يستطيع أن يعيد النظر في علاقاته الاقتصادية مع تركيا، التي تظل الشريك التجاري الأول لأوروبا. وحين تبدأ إعادة النظر هذه، فإن القلق قد ينتقل إلى الطرف الآخر...!
الأغا في مأزق ..

إرسال تعليق

0 تعليقات