رسالة إلى الأرعن عبده مجانص...
عثمان إبراهيم
بصراحة أنا مستفز جدا، واعذروني على قسوة الألفاظ، في الوقت الذي أجد فيه
طبيبا، إنسانا مصريا، عظيما مثل الدكتور مجدي يعقوب يعالج قلوب أطفالنا المصريين
دون تفرقة، يذهب لبلاد الدنيا ليجمع الملايين من الأموال يبني ويعمر ويداوي ويمد
يده للمحرومين والمحتاجين، يخرج علينا الداعشي عبد الله رشدي سليل سالم عبد الجليل
بفتوى تكفر الرجل العظيم ويتأله على الله وكأنه في مكتب تنسيق يدخل هذا الجنة
ويدخل ذاك النار !!
أقولها بكل وضوح الحقيقة المرة، هناك الملايين من المسلمين، مصريين وغير
مصريين على شاكلته، وسل أي أزهري سيجيبك بنفس إجابته إلا ما ندر...!!
وأقول بكل حزن وألم لعلي أجد من يسمع صوتي..
أولا :
الحكم على الناس ليس من اختصاصك أو اختصاص أي أحد من الناس قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ (62)} البقرة.
ثلاثة شروط من أجل النجاة يوم القيامة:
١: الإيمان بالله الواحد.
٢: الإيمان بلقاء الله يوم المعاد.
٣: العمل الصالح.
وقال تعالى أيضا في سورة الحج:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ
وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ
بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)
أضاف الله لآية البقرة السابقة في سورة الحج المجوس والمشركين...!!
فأي إصدار لحكم على خلق الله هو تأله على الله...!!
الله وحده هو الذي يفصل بين الناس: ( إن الله يفصل بينهم يوم القيامة)
ثانيا:
وما أدراك أن كل النصارى غير موحدين؟
بنص الحديث النبوي الذي بعثه النبي لهرقل قال له: أسلم تسلم... وإن لم تفعل
فإنما عليك إثم الاريسين.. الحديث..
والاريسيون كانوا فئة موحدة من النصارى من أيام النبي والى يومنا هذا وهم
موجودون ف العالم إلى اليوم ومنهم رؤساء لأمريكا نفسها...!
ثالثا:
القرآن لم يستخدم أسلوب التعميم مع أهل الكتاب فقال مثلا وليس حصرا :
{ لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ
آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا
مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل
عمران....
أي لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، شأنهم شأن الأمم كلها...كيف يصفهم بالكفر
وهو يمدحهم هذا المديح....؟! وتأمل قوله تعالى وكأن القرآن يرد بشكل مباشر على
أمثال هؤلاء: { وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍۢ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَٱللَّهُ
عَلِيمٌۢ بِٱلْمُتَّقِينَ} فلهذا قال { والله عليم بالمتقين } كما قال تعالى: { إنما
يتقبل الله من المتقين }.
التعميم خطأ فادح، القرآن استخدم خطة المعدلة مع أهل الكتاب فذكر محاسنهم
ومساوءهم على السواء...وهل نحن كأمة مسلمة كلها محاسن؟! والله وتالله وبالله، لم
أجد في الدنيا أسوأ منا ظلما وعدوانا وإسرافا وجهلا واستعلاء وعدم نظافة و....و...و....
رابعا: ما الفائدة التي ستعود عليك اذا دخل الناس النار ودخل المسلمون
وحدهم الجنة ؟! رحمة الله تسع الجميع...هل سيأخذ مكانك هناك؟!! لماذا تمتلأ قلوبنا
كراهية للآخر، ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو نبي الرحمة...؟! وما أرسلناك
إلا رحمة للعالمين...!
لماذا نصر على تصدير هذه الصورة عن ديننا وعن نبينا ؟ ما الفائدة التي
ستعود على الإسلام؟!! الناس تمد يدها لنا بالخير ونحن نصر ان نمدها لهم بالغدر
والتكفير والعنصرية والكراهية..!!
حسبي الله ونعم
الوكيل...
...
0 تعليقات