الخارطة الباطنية
علي الأصولي
للإنسان من القدم تطلعات
وفضول لمعرفة ما وراء المادة، فبقدر ما يحب الإنسان مادته الأولى فهو يحب أن يعرف
الجانب الآخر من النفس والعالم ، بعيدا عن صعوبات الإرهاق الفكري المتمثل بالتفكير
والاستنتاج حسب الطريقة الفلسفية،
ومن هذه المحاولات هو
البحث عما وراء النفس ، كالعلوم الباراسكلوجية والرياضيات الروحية التي لا تأثر
كثيرا وسلامته الشخصية،
ولعل أوسع تجربة
وصلتها المعاهد الروحية الحديثة المهتمة بهذه الجوانب النفسية والتنموية هو ما
يسمى بينهم بالإسقاط النجمي، وهو عبارة عن تفسير حالة الخروج من الجسد والتي تعرف اختصارا
بـ OBE ، ويستند هذا المفهوم على فرضية وجود جسد آخر (نجمي) يكون مفصولاً
عن الجسد المادي وقادراً على السفر خارجه إلى مستوى آخر علوي يطلق عليه المستوى
النجمي Astral Plane ، فهو وحسب التجربة يمكن للوعي السفر وتناول
ومعرفة ما بعد الحياة، وهي أشبه او أقرب ما يكون في حالة الأحلام والرؤيا ، غايتها
يتم استعمالها وتهيئتها والاستعداد لها بمحض الاختيار.
لك أن تبحث في الشبكة
العنكبوتية لتقف على هذه الحالة ، أو التجربة ومصطلحاتها وجذورها وخطوطها العامة
وما ذكروه هم من فوائدها ،
ما يعنيني هو أن
الدخول لهذه التجربة التي لها جذور بمعتقدات قديمة هندية وصينية والإغريقية وحكماء
الأمم القديمة ولربما أنبياءهم كذلك، الدخول لهذه التجربة الاثيرية.
بممارسات استرخائية
كاليوغا مثلا والولوج للعالم الثاني ومحاولة فهم الواقع التاريخي والحاضر
والمستقبل هو كله عملية للولوج للاواعي الذي كافح العرفاء والمتصوفة في الولوج فيه
،
نعم المعاهد الروحية
المعاصرة لا تملك الخريطة وأن ملكتها في مشوهة قائمة على خبراتهم الشخصية وتجاربهم
والمتصوفة يملكون نصف الخريطة ولذا نجدهم في حال تراوح منذ زمن بعيد إلا أن تعبوا
من المراوحة واختاروا الاستراحة فابتكروا طرقهم الصوفية المتعددة بينما العرفاء
ومن اتصل منهم خاصة بمن جاس الديار اقصد أئمة الدين (ع) فالخرائط معهم ولكن مما
يؤسف له أن بعض القراءات للخريطة تجانب الصواب ، وهذا راجع لقصورهم على الأكثر لا
لتقصيرهم.
0 تعليقات