آخر الأخبار

الأخلاق والتاريخ بين الجاهلية... والإسلام السياسي






الأخلاق والتاريخ بين الجاهلية... والإسلام السياسي



عز الدين محمد

كان العرب في الجاهلية يمتلكون حسا تاريخيا عاليا، وهو حس أخلاقي أيضا. فقد كان العربي يخاف ويبتعد من أي تصرف يمكن من أن يكون عارا عليه وعلى ذريته من بعده، كما كان حريصا جدا على سمعته وكرامته ويبحث عن الذكر الطيب بعد وفاته رغم انه لا يؤمن بالبعث ولا باليوم الآخر.

العربي في الجاهلية يأنف أن يشتم امرأة فضلا عن أن يضربها، لأن هذا يمثل نقطة ضعف خطيرة على سمعته وشرفه كرجل. ولهذا قال الإمام علي (ع) يوصي جنده في احدي معاركه: ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم، وسببن أمراءكم...... وإن كنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر أو الهراوة فيعير بها وعقبه من بعده.

لا ادري لماذا غاب الحس الأخلاقي والتاريخي تماما عن ساسة العراق؟ بحيث لا تجد فيهم من يفكر: ماذا سيكتب عنه التاريخ؟ وأين سيضعه؟ وكيف ستكون نظرة المجتمع إلى أسرته وذريته؟ هل سيكون شيئا يمكن أن يفتخر به أحد أي أحد، أم سيكون مكانه مزبلة التاريخ؟

من لا يحسب لسمعته ولتاريخه فقط هم الأوباش الذين وصفهم النبي (ص) بأنهم شرار الناس، وهم من لا يبالون بما قالوا ولا بما قيل فيهم.


الإسلام السياسي بكل توجهاته تقريبا وبغض النظر عن تياراتهم وأحزابهم ولون قبعاتهم يفتقر لأدنى درجة في الأخلاق، فهو يستطيع ان يبرر كل شيء وأي شيء، لذا لا تستغرب ان يتم الاعتداء على امرأة، فالصعلوك ليس عنده ما يخاف عليه، مهما حاول ان يظهر نفسه متدينا أو وطنيا، فمن لا شرف لا يمكن أن يكون وطنيا؟

إرسال تعليق

0 تعليقات