المبادرة الجديدة...
رؤية للنقاش
عز الدين محمد
أمس طرح الأخ د. علاء الركابي رؤية للنقاش ترى بأنّ هناك حاجة لإعطاء فرصة
لحكومة محمد توفيق علاوي للعمل، والدعوة لتشكيل حزب سياسي يمثل الجماهير الثائرة.
علاء يمتلك حسا وطنيا عاليا، وخبرة سياسية محدودة، إلا أن ما طرحة لم يكن
مبادرة للسلطة بل وجهة نظر أمام الجمهور لمناقشتها، وما أريد أن أقوله هو أن
المسألة ينبغي مناقشتها بتروٍ ولا بأس بأخذ آراء بعض العقلاء من الوطنيين الكبار
في السن الذين يمتلكون رؤية سياسية وطنية. احذروا من الانتهازيين سواء من
السياسيين الذين يريدون أن يركبوا موجة الثورة، أو من بعض أهل الثرثرة الذين
يدفعون الناس نحو التصعيد وهم بأمان في دول الأوربية ينظرون للثورة وهم بعيدون عن
همها.
وأذكركم هنا بنقطتين:
الأولى: من يعتقد أن الثورة بإمكانياتها الحالية ومع غياب قيادة تمتلك رؤية
سياسية ( وليس وطنية فقط) ستحقق كل الآمال والأهداف فهو واهم، فالإصلاح السياسي
يأتي بمراتب، ولهذا نجح الانكليز تاريخيا في بناء نظام سياسي واجتماعي متين مثير للإعجاب
فيما بقي الفرنسيون يتخبطون ويدخلون تجارب مُرة وقاسية تليها تجارب بسبب ثوريتهم
التي دفعوا لأجلها الكثير.
الثانية: أيضا يجب أن لا نغفل عن أمر هام، وهو أن القوى المؤثرة من دول الجوار
تمتلك قوة بل قوى مسلحة كثيرة مستعدة للفتك بالثورة وجماهيرها وتدمير كل شيء في
العراق، ولديهم أوراق اجتماعية (العشائر إلى حد ما)، وأوراق عسكرية (داعش) لم
يستعملوها بعد، ولو تطلب الأمر تدمير العراق أو نشر الأوبئة فيه أو تدمير أي شيء
لفعلوه ولديهم تبريراتهم الفقهية لذلك.
علينا أن نناقش الأمور بروية وتفهم، وعقلانية ففي النهاية نحن من سنحصد
الألم أو الأمل، الفرح أو الحزن.
عاش العراق... عاشت ثورة تشرين المجيدة
0 تعليقات