مطالب الصدر الأول
الأصولية
علي الأصولي
امتازت المدرسة الصدرية الأصولية - وأعني بالصدرية نسبة للسيد محمد باقر
الصدر - بعمق المطالب الأصولية وسعة نطاقها البحثي، بينما امتازت المدرسة
النائينية وعلى يد رائدها الأول السيد المحقق الخوئي بالبيان، والمائز لا يقف عليه
إلا من جاس خلال الديار،
ومن هنا كان التمييز بين هذه المدرسة وتلك قد لحظها السيد الأستاذ (رض) بعد
حضوره في الدرس الصدري والدرس الخوئي، وجعل منبر بحثه عرض لآراء أساتذته مع تبنيه
آراء المدرسة الأصولية الصدرية، وهذا من الوضوح بمكان ومن طالع ( منهج الأصول ) ولمكان
إيمانه وقناعته ومقولة الأعلم فقد حصرها السيد الشهيد الصدر الثاني(رض) من وقف
وفهم مطالب أستاذه السيد الصدر الشهيد الأول (رض) فقد صرح بما لا يحتاج إلى مزيد
من الوضوح بمضمون قوله: من لم تكن عنده أصول أبي جعفر فأبعدوه عن دائرة الاعلمية،
يعني من لم يقف على تلك المطالب فهما ويتقدم فيها خطوة للأمام فهو خارج من
دائرة الاحتمال أو شبهة احتمال الاعلمية،
اعتمد السيد الشهيد الصدر الثاني (رض) تقريرات المرحوم السيد الهاشمي
لتدريس طلبة البحث الخارج، التقريرات التي عرضت آراء ثلاثة من أكابر أهل الفن وهم
المحقق النائيني والمحقق الأصفهاني والمحقق العراقي، بشكل فني منهجي فكانت - أي
التقريرات - خير ممثلة لآراء المدرسة الأصولية الصدرية،
وفي عقيدتي ومن خلال اطلاعي العام على تقريرات الهاشمي الشاهرودي ومنهج الأصول
للشهيد الثاني، أجد أن لا مقارنة بين ما فهمه الهاشمي وتعليقاته وبين ما سطره
الشهيد الثاني في منهج أصوله، فالترجيح وحسب فهمي للمنهج الأصولي لكثرت الآراء
والمناقشات بالقياس مع تقريرات السيد الشاهرودي،
نعم النقطة المهمة والملاحظة أن تقريرات الهاشمي الشاهرودي من الناحية
الفنية و الصياغية و الأدبية المنهجية أفضل وأفضل من منهج الأصول للسيد الصدر
الثاني،
ومن هنا انصح بالاطلاع على التقريرات من هذه الناحية لما يوجد فيها من
خصائص وأفضلها التهذيب الذي لم نشهده في منهج الأصول، وهذا الإرجاع على نحو النصح
فهو لا يغير من المنظومة والمدرسة الصدرية الأم، ولذا لو تلاحظ أن السيد الشهيد
الصدر الثاني اشترط الاعلمية في أصول الصدر الأول لا في أصوله ( منهج الأصول ) فلاحظ.
0 تعليقات