إعدام طالب
عز الدين محمد
من القصص العجيبة
التي حصلت في مطلع السبعينات والتي مثلت صدمة للمجتمع العراقي حادثة قتل رئيس
جامعة البصرة د. خليل حميد الطالب ( وهو من أسرة الطالب الموصلية المعروفة) على يد
الطالب في الصف الثالث بكلية الهندسة موسى عبد الحميد من اهالي بغداد- الاعظمية.
كان الطالب موسى
طالبا بعثيا ورئيس الاتحاد الوطني، كان شخصا نشطا جدا ومحبوبا، وله شعبية طيبة جدا
بين الطلبة، كما عمل بشكل نشط على دعم الطلبة الفلسطينيين في الجامعة. لم يكن رئيس
الجامعة ينظر إليه بارتياح، وعندما رسب الطالب في الامتحانات النهائية صدر قرار
بترقين قيده.
حاول الطالب أن يقنع
رئيس الجامعة بشموله بقرار من رئاسة الجامعة يسمح له بأداء الامتحانات مرة أخرى أسوة
بغيره من الطلبة الذين استفادوا من قرارات مماثلة، إلا أن رئيس الجامعة رفض،
ويعتقد ان هناك حالة عدم ارتياح كانت من د. خليل الطالب تجاه هذا الطالب، لهذا فقد
أصر على أن تمضي الأمور وفق مسارها القانوني دون ممارسة سلطته التقديرية لهذا
الموقف.
في 4-7-1970 قام هذا
الطالب بجريمة بشعة، حيث قام بقتل رئيس الجامعة بعد ان شهر المسدس نوع توكاريف
عليه، وقد حاول المرحوم د. خليل الهروب عبر ممرات الجامعة إلا أن الجاني تتبعه وأكمل
جريمته.
مثلت الجريمة صدمة
كبيرة للمجتمع، وقد أمر الرئيس الراحل أحمد حسن البكر بإحالة القضية الى محكمة
الثورة وليس الى محكمة جنائية، وتم بالفعل إحالة المتهم وفي نفس اليوم الى محكمة
التي انعقدت في الساعة الثامنة والنصف من مساء نفس اليوم وفي مكان الحادث في
البصرة. اعترف الطالب بجريمته وأقر بذنبه، واعترف بأنه مذنب بحق الضحية وبحق الشعب.
وقد أصدرت حكمها بإعدام
المتهم شنقا حتى الموت وفق المادة 406 هـ من قانون العقوبات، كما أمر الرئيس البكر
بإعدامه على باب الجامعة وأمام الطلبة فأعدم في اليوم التالي.
( ملاحظة د. خليل والأخرى
للجاني وقد وجدتها في صفحة الكاتب الأستاذ شامل عبد القادر)
0 تعليقات