في رحاب التأويل
علي الأصولي
عندما نقف في حال التأمل، في رحاب قوله تعالى :
{ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ
إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ
الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ
الْمُهِينِ } من سورة سبأ /14.
نجد بوضوح وبمعزل عن أسباب النزول والروايات التي حفت هذه الآية، ستجد
بوضوح تام أن ذكر القصة، قصة موت نبي الله سليمان(ع) ومجهولية المعلومة من قبل
الجن،
غايتها إثبات أصل معرفي وهو ببساطة نفي علم الغيب عن واخبارات نفس الجن،
وما يمكن أن يقال أن الجن يعتمد في عموم اخباراته إما على المعلومات بغثها وسمينها
أو بحسب المعطيات ودخول عنصر التخمين،
ولذا فأن الواقع ونفس الأمر بالأصل بيد الله، وله أن يعلم من خلقه من يشاء،
ولذا قلنا في الأصول أن الاعتماد على مقولة الأعلم هو الأقرب للواقع فلا بد
من فهم معنى الواقع أولا قبل المجازفة،
ولذا قلت هناك إن الاقربية الواقعية هي أقربية ظاهرية مستفادة من النصوص
وغير ذلك،
وأما دعوى الاقربية الواقعية بحسب نفس الأمر فإثبات هذا دونه خرط القتاد، بل
لو صح هذا الفهم لما لبث الجن ( والذي يدعي أيضا ) بأنه له اطلاع وفهم واخبارات من
نفس الواقع،
فلو كانت دعواهم حق لما لبثوا في العذاب المهين،
ولو كان الأعلم أقرب للواقع النفس أمري لما اختلف أعلم الأحياء عن أعلم
الأموات، والافق ببابكم.
0 تعليقات