لماذا ايران فقط ؟!

لماذا ايران فقط ؟!

محمود جابر

مما لا شك فيه أن منذ قيام الثورة الإسلامية فى إيران والعرب يتعاملون مع إيران بريبة وشك، ولا اعتقد أن الموقف العربي وحدة هو من يتحمل نتيجة وشكل هذه العلاقة، فالنظام الايرانى يتحمل جزء ليس بالهين فى شكل وطريقة هذه العلاقة.

ولكن أما يكفى الجانبين هذا الشكل من العلاقة طوال أربعة عقود متتالية، أما من طريق يجمع العرب وإيران فى إطار من التعاون والتكامل الاقليمى أو على الأقل ، إدارة هذا الصراع فى أضيق حدوده وبالتشاور بينهم وبين بعضهم البعض، هل حالة العداء والجفوة والتربص التى نتعامل بها مع ايران حالة مثلى ويجب أن تستمر أو هى حالة ... غريبة وغير رشيدة فى عالم متداخل ومتشابك ؟!!

النظام التركى يقوم بالعدوان المباشر على أجزاء من الوطن العربى سواء فى سوريا أو فى ليبيا متحديا إرادة الشعوب العربية، والمجتمع الدولى، ومع هذا لم يقف النظام العربى من تركيا هذا الموقف المعادى؟!

وأنا هنا لا ادعوا لمزيد من العداء مع تركيا، ولكن أدعو لمزيد من عقلانة المواقف خاصة فى العمل الدولي والاقليمى، والنظر لها من جميع الجوانب ما يضر منها وما ينفع.

فموقف إيران فى العديد من القضايا يمكن البناء عليها، والتعاون معها فى بعض القضايا، فقد لفت انتباهي موقف إيران من أحداث العنف التى يتعرض لها مسلمى الهند، مما دفع وزير خارجية إيران بإعلان استنكار ما يحدث هنا وقال : إن إيران كانت صديقة للهند لعدة قرون. نطلب من المسؤولين الهنود ان يضمنوا رفاه جميع المواطنين الهنود، وان لا يسمحوا باستمرار أعمال القتل الطائشة هذه. ينبغي المضي قدما في المسار على أساس الحوار السلمي وسيادة القانون.

موقف إيران دفع الهند  وفق ما ورد بوكالة مهر للأنباء ان تستدعى السفير الإيراني في دلهي لتقديم احتجاج دبلوماسي على تصريحات ظريف بشأن اضطهاد المسلمين في هذا البلد.

فهل ترى تقف مصر الأزهر، وبلاد الحرمين وكلا البلاد العربية من تلك الأحداث موقف المتفرج أو الى لا يرى، أم يمكن أن يكون مظلومية الهند مدخلا لتعاون عربى ايرانى فى قضية إنسانية يمكن ان تتوسع فى بلاد أخرى ...