آخر الأخبار

رضا علوان أكثر من مقهى







رضا علوان أكثر من مقهى



هادي جلو مرعي


أجرت الصحفية سعاد الجوهر حوارا مع الصديق علاء رضا علوان مالك مقهى رضا علوان في الكرادة ببغداد، وهو من المقاه الشهيرة في العاصمة حيث يستقطب المثقفين والكتاب والصحفيين والناشطين في مجالات العمل الإنساني، ومنظمات المجتمع المدني، وهناك قاعة مخصصة لعقد ورش العمل، والندوات والمعارض والبازارات الطوعية، وكنت في سنوات مضت أمر من المكان، وكان معروفا كما أشار الصديق علاء لدى أهل الكرادة، وكان محلا للبضائع الغذائية، وقد تطور الى فكرة مختلفة تلتقي، وأحلام المثقفين بالفعل، لكنني أود الحديث عن تطور المقاهي العراقية التي شهدت تحولات مرتبطة بالتحولات الكبرى على مستوى الإقتصاد والأمن والسياسة، والعادات والتقاليد والثقافة، وحركة التنوير الفكري والثقافي.


في التسعينيات لم نكن نتحول عن مقاه في شارع الرشيد، وفي الكسرة، وفي الباب المعظم، وهي قريبة من أسواق الكتب والأسواق العامة والكليات التي تجتمع فيها الثقافات، وتتنوع العادات والأفكار، وهناك يلتقي صحفيون ومثقفون وتجار كتب وشعراء، ويتباحثون في شؤون مختلفة، ومن أشهر المقاه التي عرفت مقهى الجماهير في باب المعظم، وقد كان يحفل بالمرتادين، لكني وجدته من مدة مهجورا كما هو الشارع الذي يقع فيه، وكان مقاه تونس، وأم كلثوم، وحسن عجمي جزءا من حالة الثقافة العراقية التي تصدعت وتردت وتراجعت بعد عام 2003 وأصبحت رهنا لواقع السياسة والأمن والمزاج العام، مع نكوص المثقفين عن حالة الحماس التي تطبع حراكهم اليومي ضمن واقع المجتمع المتغير، ولكن اللافت إن السنوات الأخيرة شهدت بوادر نهضة شبابية، ولا أقول ثقافية، أو علمية، فمازال الطريق طويلا أمام هكذا تحول، وهذه النهضة تفرض تحولا فكريا، وتغيرا في النمط السائد، وظهرت أماكن، ومقاه جديدة أخذت رضا علوان مكان الريادة والتقدم في سلم الاهتمام بها، أولنظر إليها، فلم يعد ممكنا أن يغادر المثقفون الكرادة الى غيرها قبل أن يوثقوا علاقتهم بمقهى رضا علوان.


هناك فئات اجتماعية متنوعة تحضر الى مقهى رضا علوان، وهي تتناول شؤون المجتمع، وهموم الثقافة العراقية، ولابأس في العروج على السياسة وتقلباتها وتأثيراتها في الحياة، وإمكانية أن يكون للمثقف دور في التحول، وهو مالايمكن التأكد من إمكانية تحققه لأسباب مرتبطة بحداثة التجربة بعد التغيير، وللاضطراب السائد في الحالة العراقية على مستويات عدة. مايدعو الى التأني في الحكم، وحتى في التفاؤل بإمكانية تحقيق تحول كبير ولافت على الأقل في الفترة الحالية، وهذا لايمنع من القول: إن رضا علوان، وبعض المنتديات هي جزء من حالة التحول، ومن الممكن أن تكون شريكة في تحقيق طفرة ثقافية في البلاد بوجود جيل جديد شاب وطامح ومتفجر بعطاء ليس له حدود، ويصعب الوقوف بوجهه، بل لابد من فتح الطرق أمامه لأنه قادم وبقوة، وذاهب الى المستقبل رغما عن المعترضين.

إرسال تعليق

0 تعليقات