نحو فقه آخر : الفقه الفرضي

نحو فقه آخر : الفقه الفرضي

علي الأصولي

يقال أن أهل العراق اشتهروا قديما بفقه ( الفرضيات ) على طريقة - أرأيت لو كان كذا فما حكمه - ولعل اشتهر بهذا الفقه هو فقيه الأحناف وإمام مذهبهم النعمان بن ثابت أبو حنيفة،

حتى لو اقبل الحاج إلى المدينة أو لمكة للزيارة أو الحج وسأل فقيه المدينة هناك، قالوا له هل أنت من أهل العراق ؟

وهذا الفقه ناتج من تفرعات الإفتاء بالرأي حيث أن هذا الباب وسيع جدا، وهو منكر حسب فقه الإمامية،

ولو تراجع للفقه الإمامي لوجدنا نزعة واضحة وهذا الفقه من خلال طبيعة أسئلة الأصحاب لأئمة الدين (ع) ودونك مقبولة عمر بن حنظلة والتفرعات التي افترضها السائل،

غايته أن السؤال الإمامي يختلف عن الفرض الحنفي بمسألة جوهرية، وهي أن الأصحاب يفترضون بالممكنات الوقائعية بينما الفقه الحنفي لا ينظر لهذا الجانب الإمكاني الوقوعي،

وعلى كل حال، الفقه الفرضي مشروع تأسيسا وتفريعا بشرط الالتزام بالقواعد المقررة وحجية الأدلة،

ولعل لم يطرح الفقه الفرضي في الساحة الشيعية منذ عهد الغيبة بشكل موسع إلا على يد الفقيه الأصولي المرحوم السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) وهذا ملحوظ جدا في فقه الموضوعات الحديثة وفقه الفضاء،

لم أكتب هذه الكلمات إلا بعد أن وجدت أحدهم يتحدى بسؤال فقهي فرضي مدعيا ذلك عدم القدرة على الإجابة عليه، ومع أني لا التفت كثيرا لمثل هذه التحديات الصبيانية، غير أنه أنقدح في ذهني الإجابة على السؤال المفترض،

ومع إيماني بأن صاحب السؤال سوف يرفض الإجابة لمغايرتها وما فهمه من خلال الشبكة العنكبوتية التي جلب منها السؤال واحتفظ لنفسه بالجواب،

ولسوف اطرح الإجابة هنا مع إبقاء نفس السؤال وأتمنى أن يطرحه على من يرجع إليه بالتقليد للمقارنة ما بين إجابتي وإجابة من يثق به، وعلى كل حال الإجابة تكتسب حجيتها من الدليل وبخلافه فلا حجية لها بحال من الأحوال،

والسؤال ببساطة عن امرأة مسخ زوجها فما حكمها شرعا هل تبقى على رباط الزوجية أم أنها تفترق عن زوجها الممسوخ وهل هذا الافتراق هو افتراق طلاقي أم افتراق وفاتي،

لان النتيجة مهمة لمعرفة الأثر المتمثل بطبيعة العدة،

فلاحظ ...