بقلم: حيدر الطائي
________
المرجعية ودورها
بين فترة سقوط النظام البعثي وبين فترة بدايات النظام الجديد.
______
منذ أن تسنم حزب
البعث مقاليد الحكم في العراق أمعن في زرع الخوف والحرمان والفقر والجوع وتكريس
الطائفية والعرقية والعنصرية وهيمنة العوائل القروية على سائر المجتمع. واللعب في
مقدرات الشعب العراقي وممارسة أقسى أنواع البطش والإرهاب فيه وإعدام خيرة
العراقيين وقتل الأنفس والعلماء والمعارضين بشتى أنواعهم وممارسة الدكتاتورية وكبت
الحريات العامة وحبس الحقوق وإشاعة ثقافة الكراهية وممارسة عمليات تهجير المواطنين.
وقد قام النظام
البعثي المجرم بسابقة لم يكن لها مثيلاً في تاريخ العراق الحديث. فغرس روح
الكراهية بين أطياف المجتمع العراقي. فقصف المراقد المقدسة وفرض الحصار على العراق
من قبل الأمم المتحدة على أثر غزو الكويت من قبل سياسات صدام وأخطائه وتبعاته. وأدى الحصار إلى تدمير المقومات الاقتصادية
للمجتمع العراقي. وأثّر الحصار أيضًا على الجانب الأخلاقي والنفسي لكل شرائح
المجتمع مسببًا تفشي الجريمة والفساد الاجتماعي والإداري في أنحاء البلاد.
وإطلاق النظام حملته
الإيمانية في محاولة منه لإخفاء معاناة الشعب الذي كان يأن تحت وطأة المجاعة
والفقر. وكانوا رواد جماعات هذه الحملة هم من العناصر التكفيرية والمنحرفة التي
بثت أفكارها في صفوف المجتمع وتغيير قيمه الأخلاقية والدينية وتحولت هذه الجماعات
إلى مجاميع إرهابية مسلحة مارست القتل والإجرام بحق الشعب العراقي وذلك بعد سقوط
النظام البعثي.
وكذلك أصبحت بعض من
هذه الجماعات مرجعيات منحرفة وحركات متطرفة لازالت رواسبها سارية في المجتمع.
وقد عانت مؤسسة
المرجعية أشد معانات من الحقبة الدكتاتورية الحاكمة ولم تسلم هي من بطشه لكن ظلت
المرجعية الدينية محافظة على أصالتها وصمدت بوجه الأعاصير العاتية رغم القتل والإعدامات
والحرب النفسية والاعتقالات التي تعرضت لها. حتى في أواخر الحكم الصدّامي وما
يعانيه من ضعف في سنواته هذه وتوحد العالم على جبهة واحدة لإسقاطه لأنه أصبح مصدر
قلق يعرض الأمن القومي العالمي للخطر. ولهذا كانت كل تداعيات النظام ومجازره
وأعماله الوحشية أصبحت واضحة للمجتمع الدولي.
وبات العراق وفق
المعطيات أن يتخلص من هذا النظام.
وهذا ما كانت تراه
المرجعية وتتمنى إسقاطه وفق برنامج رسمي قانوني بإشراف من الأمم المتحدة وكانت
نظرة المرجعية ابعد من ذلك حيثُ كانت راسمةً مشروع (حكم العراقيين لبلدهم) بدون
تدخل من أي طرفٍ خارجي.
فكانت مهمة إسقاط
النظام وترك الحكم للعراقيين هي السائدة. ووقفت المرجعية كامل نشاطاتها حتى لا
تكون ذريعة للنظام من أن يحسب أي ظاهرة على إنها إخلال بالأمن القومي العراقي. ومما
يعرض كيان المرجعية للخطر ويكون الفراغ هو السائد بعد سقوط النظام وهذا مانجحت به
المرجعية الدينية التي هي المؤسسة الوحيدة التي ظلت محافظة على كيانها. من الضياع
والزوال ...
يتبع...
____
0 تعليقات