آخر الأخبار

مهدوبات: الاستغاثة بالمهدي(2)








عز الدين البغدادي

وصلني منشور هذا اليوم من احد الإخوة، وفيه كما قرأت دعوة للصعود إلى سطوح المنازل للاستغاثة بالإمام المهدي..


ورغم أني أؤمن بالإمام المهدي، ودافعت عن الفكرة في كتاب مستقل باعتبارها قضية إيمانية إلا أني رفضت وارفض أن تتحول هذه القضية أو أي قضية دينية إلى دجل يستهدف نشر التخلف في المجتمع.



لقد أشيعت مفاهيم خاطئة ووضعت قصص مكذوبة أو موهومة عن الاستغاثة بالمهدي في وقت الضيق ودعاءه، لأنه كما قالوا لا يخفى عليه شيء، ولا يترك من دعاه في ضيق. وتأكيدا على ذلك، فقد وضعت قصص وأدعية لا أصل لها.



وقد ذكر ابن المشهدي في كتابه "المزار" دعاء بغير سند، جاء فيه: يا مولاي يا صاحب الزمان يا بن رسول الله، حاجتي كذا وكذا، فاشفع لي في نجاحها فقد توجهت إليك بحاجتي لعلمي أن لك عند الله شفاعة مقبولة ومقاماً محموداً فبحق من اختصكم بأمره وارتضاكم لسره وبالشأن الذي لكم عند الله بينكم وبينه سل الله تعالى في نُجح طلبتي وإجابة دعوتي وكشف كربتي.



وقال المجلسي: إذا كان لك حاجة إلى الله عزّ وجل فاكتب رقعة على بركة الله واطرحها على قبر من قبور الأئمة إن شئت أو فشدّها واختمها واعجن طينا نظيفا، واجعلها فيه، واطرحها في نهر جار أو بئر عميقة أو غدير ماء، فإنها تصل إلى السيد عليه السلام وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه.


وقد ذكر ذلك هكذا بغير سند!!



كما وجدت هذه الأدعية وما جاء على شاكلتها من ينظّر لها، ويزعم أنّها أمر معلوم، فقال الشهرودي في كتابه " الإمام المهدي وظهوره": لا يخفى علينا أنه عليه السلام، وإن كان مخفيا عن الأنام ومحجوبا عنهم، ولا يصل إليه أحد، ولا يعرف مكانه، إلا أن ذلك لا ينافي ظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجئ إليه، الذي انقطعت عنه الأسباب، وأغلقت دونه الأبواب، فإنه إغاثة الملهوف، وإجابة المضطر في تلك الأحوال، وإصدار الكرامات الباهرة، والمعجزات الظاهرة، هي من مناصبه الخاصة، فعند الشدة وانقطاع الأسباب من المخلوقين، وعدم إمكان الصبر على البلايا دنيوية أو أخروية، أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن، يستغيثون به، ويلتجئون إليه.


وهذا كذب ودجل، ولا يكون دعاء لغير الله، ولا يستجيب الدعاء غيره، لكن هذا هو الكذب اعتدى على حقّ الله، وشوّه فكرة المهدي بين الناس حتى يكون الناس بين موقفين: إما منكر وإما مؤمن على جهل، وكلاهما خطأ.



إخواني: الدين جاء ليفتح عقول الناس، ليجعل سلوكهم أخلاقيا وعقلانيا، إلى متى تستغفلون بهذه الخرافات التي ما أتزل الله بها من سلطان؟ اصعدوا على سطوحكم واصرخوا ونادوا حتى تبح أصواتكم فلن يحصل شيء إلا بوعيكم والتزامكم بما يقرره المنطق والعلم.


استعينوا بالله، وانظروا إلى صالح أمركم، لا تسمحوا لبعض الانتهازيين أو ضعفاء العقول بالسيطرة على عقولكم، انظروا ماذا يراد بكم ممن حولكم ومن حكام السوء الذين تسلطوا عليكم بسبب جهلكم وتدينكم العقيم.




إرسال تعليق

0 تعليقات