آخر الأخبار

الكشف بحسب الإناء








علي الأصولي




ذهب المتصوف الشهير محيي الدين ابن عربي إلا أن قرنه – المائة السابعة - هو آخر القرون والظهور المهدوي، وانتهائه تقوم الساعة حسب عقيدة أهل السنة في هذا الشأن،



وفي قرنه يكون نزول عيسى (ع) من السماء باعتباره لم يمت ، ويظهر الحاكم العادل الإمام المهدي (ع) ، ومعهما خاتم الولاية المحمدية التي ادعاها لنفسه تارة ولولي مغربي فاسي تارة أخرى،


واستظهر بعض الباحثين على أن رحلته من الأندلس إلى المشرق ومجاورتَه بمكة حيث كشف له ب الفتوحات المكية - كانت بهدف ملاقاة - المهدي المنتظر - ومعاونته في إقامة نظام الحق والعدل،


وبهذا تعرف ان ابن عربي لا يختلف عن فقهاء وعلماء السنة في عقيدة الإمام المهدي (ع) إلا في مسألة تحديد زمن ظهوره وخروجه،


إذ قال على ما في فتوحاته ( اعلم أيدنا الله أن لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض ظلما فيملؤها قسطا وعدلا ...


جاءكم زمانه وأظلكم أوانه، وظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني، ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء وعاثت الذئاب في البلاد وكثر الفساد إلى أن طم الجور وطما سيله وأدبر نهار العدل بالظلم حين أقبل ليله ، فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء، وإن الله يستوزر له طائفة خبأهم لهم في مكنون غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده فبمشاورتهم يفصل ما يفصل، وهم العارفون الذين عرفوا ما ثم، وأما هو فصاحب سيف حق وسياسة مدنية، وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكنهم لا يتكلمون إلا بالعربية، فوزراؤه الهداة وهو المهدي، فهذا القدر يحصل للمهدي من العلم بالله على أيدي وزرائه . وأما ختم الولاية المحمدية فهو أعلم الخلق بالله لا يكون في زمانه ولا بعد زمانه أعلم بالله وبمواقع الحكم منه ، فهو والقرآن أخوان كما أن المهدي والسيف أخوان ) انتهى:

وكيف كان: مضى جيل الصحابة والتابعين وأتباعهم،


هذه في المائة الأولى، والمائة الثانية حيث الفساد والإفساد إلى المائة الخامسة، ثم تلتحق المائة السادسة ويلتحق ابن عربي المتوفى عام 638 هـ بختم الولاية المحمدية حسب تعبيره،


واستظهر جماعة على أن قصده بالقرون الثلاثة: المائة الأولى والثانية والثالثة حيث كان فيها تسعة من الأقطاب الاثني عشر ، أولهم الخليفة أبو بكر، وآخرهم أبو يزيد البسطامي ( ت 261 ) فهي قرون مباركة ثم تتسافل الأمة بعد ذلك إلا عصر ابن عربي وما يليه، بعد اجتماعه بالإمام المهدي (ع) الذي هو القطب العاشر بحسب تصنيفاتهم، وكذا نبي الله عيسى(ع) وخاتم الولاية المحمدية وقطبان من الاثني عشر،


وقد وصف السيرة المهدوية بأنها سيرة ( سيف ) إلا أن وزراءه الأعاجم هداة دولته السياسية،


إلا أن كشف ابن عربي وعرفانه الصوفي لم يسعفه في ما توقع وأعتقد، بل كما أنه لم يسعفه في بعض المسائل العقدية الأخرى، وها قد ذهب ابن عربي ولم ير الإمام المهدي (ع) في زمانه، فالتعويل على الكشوفات مجازفة في مثل هذه الحالات والى الله تصير الأمور.

إرسال تعليق

0 تعليقات