خالد الأسود
نشرت الصحوة الدينية
التي نفذها السادات بأوامر أمريكية قوالب لغوية محفوظة يستخدمها المريض بالتدين
الصحوي دون أن يفكر..
ردود جاهزة لكل حالة
ولكل موقف يقولها هذا المريض النفسي فيظهر بين الناس رجلا وقورا حكيما..
فقد هذا الصحوي
القدرة على التعبير الصادق، مخزن القوالب اللغوية الذي حبسوه فيه يعمل تلقائيا،
توقف المخ عنده عن التفكير تماما..
لغة أحفورية مضحكة تم
إحياؤها لتمنح قطعان من الأغبياء البسطاء شعورا بالرضا والتفوق الوهمي..
المتدين الصحوي
ماكينة إطلاق عبارات دينية طوال اليوم، تُنجد عقله القاصر بردود معلبة سابقة
التجهيز..
حتى لو كانت تلك
الردود أكبر مما يتحمله الموقف، حتى لو كانت تلك الردود مشحونة بالعنصرية
والطائفية، لسانه يردد ويكرر في غيبة من عقله المخطوف..
حرموه تماما من جميع
أنواع المعرفة والفنون، جعلوه يتحصن بالجمل المحفوظة ليستر فراغه المعرفي وقصوره
الإدراكي..
الصحوي لا يقرأ ولا
يرى ولا يسمع غير شيوخه، الشيخ لازم يكون بدقن وجلابية ويتكلم فلاحي..
الصحوي يعيش ويموت ولايقرأ
غير القرآن، يتفاخر كلما ختم جزءا، العجيب أنه لايفقه ولا يفهم٩٠٪ من القرآن الذي
يعيد قراءته مئات المرات على مدار عمره..
الصحوي مقتنع أن حركة
عينيه وتمتمة شفتيه خلف الحروف قراءة ووعي ومعرفة تمنحه صك غفران وشهادات ضمان
بقصور وحوريات..
نفس الصحوي مصاب
بإسهال تشيير الأدعية والقصص المتفبركة مخصوص على مقاس جمجمته، هو مقتنع تماما أن
الرسايل التي لاينفك ينشرها ويوزعها هي عمله الصالح الذي سيفاخر به يوم الحساب..
مقتنع تماما أن تلك
الرسائل والأدعية ستسجل له في ميزانه جبالا من الحسنات تفوق صنيع واحد زي لويس باستير
أو مجدي يعقوب..
ولأنها ليست دينا
يهدف إلى تحقيق منظومة أخلاقية فلم تهتم الصحوة بالفضيلة، أصلا مضمون الفضيلة
يناقض صحوتهم، اكتفوا بإعلاء المظاهر والمسرحيات الأخلاقية..
الصحوي المريض
بالتدين ضميره الإنساني ميت، منظومته الأخلاقية فاسدة..
يعامل الخالق معاملة
تجارية، يفعل مايشاء في دنياه الخفية، ثم يشتري حسنات بدعاء أو ركعتين أو حتى عمرة..
تكونت في ذلك المريض
الفصامي ثنائيات صحوية:
جلابية بيضا وبليزر..
سواك في يد وموبايل
في اليد الأخرى..
الحجاب والتحرش..
الغيرة على الدين
والبذاءة..
التدين والإرهاب..
التمسك بنص آيات
الميراث وأن للذكر مثل حظ الأنثيين والتغاضي عن منح المرأة ميراثها ( النصف ) في
بعض قرى الصعيد والريف..
صفحات مليانة أدعية
وآيات ومواعظ وإنبوكس مليان صور بورنو وأعضاء جنسية..
شهادة التوحيد وإشراك
الشيوخ والعمم مع الله..
صراخ يرفض وحشية
الاستعمار الذي نهب بلاده مع حنين لزمن الأندلس..
يكلمك عن الحروب
الصليبية والحرب العالمية، ويرفض مناقشة القادسية واليرموك وأُليس..
المتدين الصحوي كأي
مريض نفسي غير مدرك لأزمته، يعاني من هلاوس سمعية بصرية عقلية، فراغه المعرفي سمح
لهم أن يشحنوه بما شاءوا، ملأوه حقدا وغلا على العالم كله..
الجميع يتآمر عليه،
الدنيا كلها طمعانة في كنزه السري الذي لا يراه أحد ولا هو نفسه..
يكتسب المريض الصحوي
رضاه عن نفسه بقدر معاركه، يظن نفسه لسان الله المسلول..
فراغه المعرفي يجعله
يتمسك أكتر بمحفوظاته الساذجة، الوباء ابتلاء من الله، الفيروس جندي من جند الله..
لو واجهته بمرضه
وبؤسه تصيبه هيستيريا يلجأ للحيلة الوحيدة التي يجيدها: يسب ثم يلعن ثم يفحش، بعضهم
تطور وأصبح خليتين مش خلية واحدة، النوع المتطور يفتش في كل الأديان الأخرى عن ما
يراه نقيصة، يهلل ويصرخ هما كمان، لا يدرك أنه بلفظة ( كمان ) قد اعترف اعترافا
صريحا..
وترجع بينا آلاف
السنين ولا كأن إنسان جاوه خرج من كهفه ولا إنسان نياندرتال وقف على قدميه.
0 تعليقات