آخر الأخبار

أحمد الكاتب…. كتاب وحوار







عز الدين البغدادي



كان اعتقادي بالمهدي المنتظر كاعتقاد غالبية الشيعة لكن دون تطرف ودون إيمان بالخزعبلات الإضافية، الى أن سمعت عن أطروحة الأستاذ احمد الكاتب فقلت في نفسي لنقرأ ما يقوله الرجل فربما كان عنده شيء يثبت به أن المهدي أسطورة كما يقول. اطلعت على الكتاب وأنا مستعد تماما لتغيير قناعاتي فيما لو أثبت لي ذلك، إلا أني وجدت الكتاب أقل من الضجيج الذي أثير حوله، لا سيما وأن معظم ما فيه هو أقوال سبقه إليها غيره.


وقد حدث نقاش مع الأستاذ الكاتب قبل سنوات، وأدار النقاش فضيلة الأخ العزيز الشيخ أسامة العتابي ، وقد سجلت في نقاشي على جناب الأخ احمد الكتاب عددا من النقاط، وهي:

• اقر معكم بأنّ هناك فقراً معرفيا في أسلوب طرح القضية المهدوية، وأن كثيرا مما كتب عن المسألة يصعب التعامل معه بجدية على المستوى العلمي. وربما من الأمر الجيد الذي حققتموه هو أنكم كشفت بشكل غير مباشر ضعف الطروحات الحوزية. فقد لاحظت كثيرا من الإجابات التي طرحت للرد عليكم، وأكاد أقول أنه لا يوجد فيها شيء يمكن أن يقنع الإنسان المحايد أي الذي لا يؤمن أصلا بالقضية، بل هي للإنسان الذي يريد أن يدافع عن إيمانه كيفما كان.


• إن كثيرا من الأدلة التي كانت تطرح هي أدلة فقيرة، وكثير منها أدلة كان من الممكن أن يستدل بها قبل ألف سنة، لكن الآن اختلف الآمر. وكما قلت فإن أي قضية مهما كانت شريفة ناهضة يمكن أن تسقطها الأدلة العقيمة بل السخيفة التي تساق لإثباتها.


• ان كثيرا من الأفكار التي طرحتموها سبق ان طرحها حيدر قلمداران وابو الفضل البرقعي وغيرهما، ولم الحظ منكم أي إشارة إليهم.


• هناك انتقائية في طريقة طرحكم للمسألة، وإصرار منكم على النتيجة بغض النظر عن مقدماتها، ان ولادة محمد بن الحسن ليست أمرا خارقا ولا عجيبا، ولا معنى لإنكاره، وولادته يمكن ان تثبت بما ذكره المؤرخون والنسابة وما أكثرهم. وإنما المعجز والخارق وما يمكن أن تناقشوا فيه تنفوه هو استمرار حياته لما يقارب 1200 سنة، كما لا معنى لإنكار أصل الغيبة، لأنه هرب خوفا من أعداءه كما في الروايات او لأي سبب آخر وهذا ليس أمرا عجيبا ولا خارقا، لكن المشكلة كما قلت في دعوى بقاءه إلى الآن على قيد الحياة.


وهناك أيضا إشكال الفائدة من وجوده مع غيبته لاسيما وأنه ما يروى عن ان الانتفاع به كالانتفاع بالشمس حال غيابه غير واضح!!


• كما ذكرت في كتابي "المهدي المنتظر" وأرجو أن تكونوا قد اطلعتم عليه، فإن المسألة مبنية على الإيمان، وهي تتفرع على مسألة الإيمان بالإمامة ( ليس بالضرورة بصيغتها المتطرفة، مع العلم بأنّ هناك من أهل السنة من كان يعتقد بشيء من هذا القبيل )، وهذا ليس بغريب ولا عزيز المماثل كما اني ما كنت لأصدق بان نوحا عاش او مكث في الدعوة 950 عاما. فضلا عن مسائل أخرى كالدجال أو الياس أو المسيح، فالاعتقاد ببقاءهم لمن يعتقد بهم مبني على مقدمات إيمانية وهنا كذلك إذ لا بد ان تسلم بها لتصل النتيجة.


• ينبغي ان لا نغض النظر عن وجود إجماع بين أهل القبلة على أصل قضية المهدي، والأقوال في تحديده كثيرة لكن النظرية الأهم التي تقابل النظرية الشيعية هي نظرية جمهور أهل السنة "اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابي" والتي ثبت ضعفها كما بينت ذلك في الكتاب آنف الذكر، بينما النظرة الشيعية أكثر ثباتا كما اعتقد إذا تم التعامل مع إشكالية طول العمر بشكل أكثر مقبولية.



• الروايات التي تحدثت عن ضرورة الإمام وان الأرض تسيخ لولا وجوده لا يكاد يصح منها شيء سندا، فضلا عن نكاره متنها، فالأرض والسموات موجودة قبل أن يخلقوا (صلوات الله عليهم)، كما ليس هناك ضرورة لوجود إنسان كامل كما قال بعض الإخوة.


• ان مما شوه قضية المهدي تلك الخرافات التي ألصقت بها من قبيل انه إذا ظهر تستغني الأرض بنوره عن نور الشمس او التوجه بالدعاء المهدي ودعوى أنه يطلع على أعمالنا وما الى ذلك حتى صار بديلا في الاعتقاد عن الله تعالى او انه المقصود بآية ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) ، فضلا عن الأدعية التي وضعت والتي يخاطب بها من قبيل دعائي العهد والندبة وغيرها.


مع التقدير لكل الإخوة المشاركين.

إرسال تعليق

0 تعليقات