آخر الأخبار

النبي إبراهيم واستمرار النبوة غياب سلالة وبروز أخرى التخطيط الإلهي وقضية التجديد









الحلقة الثالثة من سلسلة محاضرات(التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) لفضيلة الشيخ عبد الهادي الزيدي


تقرير /رسالة النيل


بداية الأمر أن نظرية التخطيط الإلهي التي ارسي قواعدها السيد الشهيد الصدر الثاني(قدس سره) لم تكن معروفة وتنال الاهتمام الكافي سابقا الى أن وسع  الشهيد الصدر دوائر بحثها في كثير من مؤلفاته(قدس سره) حتى تكون نظرية مواجهة فكرية مع النظرية المادية التي تنظر الى التاريخ كوحدات زمنية مستقلة ومنفصلة فيما بينها دون ان يكون هناك اي علاقة  .


إن الإرادة الإلهية اقتضت ان تكون مشاريع السماء والتي وجدت لان تكون مصدر سعادة وكمال للإنسان لابد ان تحدث وفق تخطيطات مسبقة ولفهم الأمر نتعرض لبعض الأمثلة والوقائع التي نستطيع من خلالها فهم واقعنا الحالي من خلال فهم حركة التاريخ.



سنتعرض في هذا البحث لشخصية دينية وتاريخية مهمة النبي إبراهيم (عليه السلام) تمثل منعطفا تاريخيا مهما في حياة البشرية على مستوى الإمامة والتشريع كما أنها تمثل مفصلا تاريخيا تبلور عنه خطين مهمين في أبنائه اسحق وإسماعيل(عليهما السلام) وظهور معالم النبوة بشكل واضح وصريح في ذرية اسحق وهذا ما نطقت به الكتب المقدسة في العهدين القديم والجديد وكان هناك في التاريخ أيضا تغييب (وليس غياب) لنبوة إسماعيل وأبنائه الذين سكنوا ارض الجزيرة العربية في حين ان اسحق وبنيه سكنوا  في مناطق أخرى كالشام وفلسطين والكلام هنا وفق ما هو مشهور من التاريخ (للشيخ الزيدي وجهة نظر أخرى في محل سكن النبي اسحق وبنيه). وبالعودة إلى النبي إسماعيل ومنطقة سكناه فهو مكان صحراوي  بعيد عن أعين الناس وطبيعة المكان الصحراوية جعلته بعيدة عن أطماع الآخرين بسبب افتقاره الى مقومات الرفاه والحياة الجيدة . في حين كانت عيون الناس في تلك المنطقة تتجه باتجاه العراق بسبب كثرة الخيرات وأنهاره الجارية التي تشكل موطنا جيدا لتأسيس الحضارات .
إن أنظار المجتمع حينئذ اتجهت  الى بني إسرائيل بسبب بروز أنبياء وشخصيات ذات تأثير اجتماعي وبنفس الوقت كان هناك غياب واضح للخط الاسماعيلي عن المشهد الاجتماعي على مستوى النبوة وان وجدت فهي قليلة جدا بحيث لا تقارن وعدد أنبياء بني إسرائيل وكذلك على مستوى المكان كون الجزيرة العربية مكان نائي بعيد عن مواطن الحضارة لم يشكل مصدر اهتمام او تهديد في وقتها لأي طرف ومن هنا بدأت معالم الافتراق واضحة بين الخطين فخط غلب على المشهد الديني والتاريخي (بني اسحق ) فكان بعث الأنبياء نبي تلو الأخر حيث أسهموا وبشكل واضح في تطور العقل البشري من خلال التشريعات والتعاليم الأخلاقية  وخط أخر اختفى أو غاب (بني إسماعيل ) والكلام هنا في إطار نظرية التخطيط الإلهي المسبق بعيدا عن معرفتهم بهذا الأمر أو لا وأما أفعالهم تمت وفق تشريعاتهم وما أملت عليهم تكاليفهم الفردية أو الاجتماعية. كل هذا ساهم بتوجيه الأنظار نحو بني إسرائيل والشخصيات المهمة فيهم وما قضية الروم وصراع النبي موسى عليه السلام مع فرعون  إلا شواهد على سطوع نجم أنبياء بني إسرائيل في غياب واضح للخط الاسماعيلي فطبيعة المكان (جزيرة العرب)جعلتهم بعيدين عن الصراعات .




لقد ساهم هذا التخطيط الإلهي المحكم الى حماية رسالة وشخصية خاتم الرسل محمد(صلى الله عليه واله) من قوى الاستكبار الموجودة التي عملت باستمرار على معرفة النبي الخاتم ويحدثنا التاريخ الى كثير من محاولات الاغتيال التي تعرض لها النبي محمد(صلى الله عليه واله) ولم يقتصر هذا الاغتيال شخصه فحسب يل شمل ابوه عبدالله أيضا وهناك شواهد وروايات تاريخية كثيرة بهذا الخصوص فالعناية الإلهية كانت حاضرة باستمرار مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو في صغره في حمايته وأبيه وأجداده من الأعداء وخصوصا اليهود .




وللكلام بقية







إرسال تعليق

0 تعليقات