التربية على الحرية المسؤولة

بقلم : أيمن رفعت المحجوب

من الخطأ أن نعتبر أن التمتع بحريتنا الشخصية والاستقلال الذاتي منحة من أحد.

فهي لنا نتمتع بها على أي حال ولتتضح حجة الكثيرين ممن يقولون:

ما يشكو المصري وهو يتمتع فى بلاده بالحرية الشخصية والاستقلال الذاتي التي يتمتع بها الغرب المتقدم؟

صدقتم ولم تصدقوا فكفيل الحريات الشخصية والاستقلال الذاتي، هو الحرية العامة فى الاختيار ، أي اختيار ، وما كان المصرى ليقنع من العيشة بالحياة الفردية ، كما يتمتع بها كل مخلوق حر من مخلوقات الله عز وجل على الأرض.

بل المصري هو أيضاً يريد أن يعيش عيشة القومية، وأن يكسب حريته السياسية كاملة التى وهبها الله لمجموعه من يوم كان مجموعاً قاطناً فى وطن معين, قبل أن تحد تخوم الأوطان.

وما سرنا أن يكون الفرد منا حراً، إذا كان جموع أفرادنا ليس كذلك، بل بعيد على الحر فى أمة غير حرة، أن يعتبر نفسه حراً، أو ينتفع انتفاعاً إنسانيا بحريته واستقلاله الذاتي.

إن الاستقلال الذاتى كما ذكرت فى مقالات سابقة, هو حق طبيعى للأمة، ولكنها إذا فقدته زمناً طويلاً (مثلنا ) واعتادت كرهاً عادات جديدة وطبائع تناقض هذا الاستقلال، تحت مسميات وشعارات عقائدية سياسية كانت أو دينية .

كان لابد لها إلى بلوغه من تربية خاصة وتعويض لما فقدته من الملكات والأخلاق فى أزمان الإكراه والاستبداد الفكري المقيد لكل الحريات.