آخر الأخبار

الحلقة السادسة التخطيط الحامى والتخطيط المحمى ( المستشرقين وهدم الأصول التوحيدية )








منهج المستشرقين ومحاولة هدم الأصول التوحيدية للنبي (صلى الله عليه واله)

 
الحلقة السادسة من سلسلة محاضرات(التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) لفضيلة الشيخ عبد الهادي الزيدي



تقرير / رسالة النيل


رغم الابتعاد الجغرافي للخط الاسماعيلي (المحمي) عن مصادر التهديد في بدايات التأسيس لكن هذا لم يمنع بعض المتربصين من التخطيط لزعزعة ثقة الناس بهذا الفكر التوحيدي وما حادثة عمر بن لحي إلا شاهدا على المكر والخداع .

لكن هناك أسلوب آخر انتهجه الأعداء في عصور متأخرة (المستشرقين) بكيل مجموعة من التهم ضد الدين الإسلامي فهذا الأسلوب لا يناقش الإسلام من حيث الفكر والشريعة وتنظيمه لشؤون الأمة بل حاول تحطيم الأصول التأسيسية للدين من خلال التشكيك بالارتباط العقائدي للنبي (صلى الله عليه واله) بأصوله التوحيدية الإبراهيمية عن طريق أجداده الموحدين وفرض ثقافة أن الإسلام ما هو إلا بشارة من احد الشخصيات التي تعتنق المسيحية الموجودة في هذا المكان وهو من فسر عملية هبوط الوحي على رسول الإسلام (صلى الله عليه واله) وأصبحت هذه القصة محورا لكثير من الدراسات التي فرضت تاريخيا مزيفا عن نشؤ الإسلام  وتجاهل حقيقة الحنفية التوحيدية لأجداد خاتم الأنبياء(صلى الله عليه واله)  .


إن اقتحام ثقافة الاستشراف للدين الإسلامي بهذا الشكل ما هي إلا محاولة بائسة للتقليل من شخصية مهمة تعتبر من أهم شخصيات العالم لكي تصبح الشريعة الإسلامية أسيرة  لدراسات وأبحاث أصحاب هذه الثقافة (الاستشراقية) ويعطوا الحق لأنفسهم بصياغة التاريخ وفق مصالحهم وسحب المجتمع إلى الاعتقاد بهذه الفرضية التاريخية المزيفة  والحقيقية أنها كلها أسباب تحاول تبرير عدائهم للإسلام وعند ملاحظة حجم الإسراف في الكتب والمؤلفات التي تؤيد هذه الكذبة التاريخية لعرفنا مصدر القلق والتهديد الذي يعتريهم من الدين الإسلامي بسبب امتلاكه كل مقومات النجاح والتأثير إضافة  إلى قوة وعبقرية وتأثير شخصية النبي (صلى الله عليه واله ) المتصلة بالسماء .


إن عدم انتماء رسالة الإسلام الخالدة إلى الرسالات السابقة للأمم (بني إسرائيل) وإنما انتمائها المباشر إلى الإبراهيمية وتقدم الإسلام بنواحيه الفكرية والاجتماعية والاقتصادية على الرسالات السابقة وما يمتلكه من قدرة في التأثر والإقناع وتقديمه لكثير من الحلول ساهم بشكل او آخر على إبراز ضعف الديانات السابقة في المجالات الفكرية والاجتماعية في مواجهة مشاكل العصر (خصوصا في الأماكن التي تعتنق هذه الديانات) جعل منها سببا لكيل التهم ضد الإسلام خوفا من تسيد هذا الدين (الخط المحمي )في المستقبل على العالم واختفاء معالم (الخط الحامي الاسحاقي) على اقل احتمال بالجوانب التشريعية من المشهد التاريخي.


وهناك أمر آخر أن التكاليف المفروضة على إتباع الخط الحامي (بني إسرائيل ) لم تشمل وتفرض على إتباع الخط المحمي (الاسماعيلي) بدلالة أن أجداد النبي لم يعتنقوا اي ديانة  لاحقة وإنما بقى الخط الاسماعيلي (المحمي) على التوحيدية الإبراهيمية  دون التأثر بالأخرين نتيجة عقيدة توارثوها ابا عن جد وهناك أحاديث نبوية كثيرة تشيد بأجداد النبي (صلى الله عليه واله) وتبين إيمانهم ومكانتهم الاجتماعية بين قبائل العرب   . 


وبالعودة إلى أصل الموضوع (التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) نجد ان فلسفة التخطيط الإلهي توجب على الأشخاص المكلفين والعاملين ضمن دائرة هذا التخطيط فروضا وواجبات حتى تتحقق الغاية من التخطيط وان تحقق الغاية إرادة إلهية وحتمية تاريخية  نافذة سواء التزم المجتمع أو لم يلتزم بالمنهج التاريخ (التخطيط الإلهي) ولكن كيف يتم تحقيق الغاية اذا لم تتجه المجتمعات باتجاه ما هو مرسوم من تخطيط بسبب عدم وعي الأمة أو تجاهلها لوصايا قياداتهم الدينية الرسالية وجوابه سنة الاستبدال (قوم بدل أقوام آخرين) والشواهد التاريخية بهذا الخصوص كثيرة وما حادثة بني إسرائيل إلا خير شاهد وان هذه السنة (الاستبدال) مستمرة مع استمرار الرسالات السماوية إلى يومنا الحاضر.


إرسال تعليق

0 تعليقات