آخر الأخبار

الانتحار











محمود جابر


جميعهم يتسابقون الى الموت، كأنهم خلقوا من الفناء، لا احد فيهم يريد أن يقرأ كتاب الحياة، تكاد تبكى حتى تتمزق ضلوعك من هول ما تقرأ .

محمد النبى صلوات الله عليه وآله حينما حينما كان تحاربه قريش كان يتحين الفرصة من اجل سلام، حفاظا على الثلة المؤمنة، ومن اجل البناء، حصل النبى على سلام، يمكن ان نقول عليه سلام مذل، ولكن الذلة كانت بنظرة أصحاب العقول الوضيعة، ولكن مثل النبى يعرف كيف يشترى الحياة والمستقبل وكيف يحافظ على جماعة المؤمنين .

فمن انتصر ؟!!


فى اليمن جوع وفقر وحرمان، ومع هذا فالكل يضغط على زناد بندقيته، والتمترس خلف السلاح عقيدة ليس فى مواجهة المحتل أو الغاز بل فى مواجهة مستقبل اليمن .

المقيمين فى الرياض أو فى دبى أو فى عمان أو فى القاهرة أو فى أوروبا أو فى بيروت أو فى إيران جميعهم متحفز لقتل أخيه، كل منهم يدعى انه على الحق وان الجميع مرتزق أو خائن أو ارهابى او ....



حالة من الجنون والانتحار والعبث ومحاربة المستقبل بكل قوة، هاشميون وعدنبون وحضارمة  ... كل يريد ان يأخذ بسفينة الوطن الى الطريق الذى يريده من يدفعه له، وعو معصوب العينين، كلهم قاموا باستئصال غدة العقل وبدوا كأنهم كائنات أعجمية .



لم تكن هناك معركة فى التاريخ فيها حق وباطل كالمعركة التى كانت بين الإمام الحسن بن على بن ابى طالب ابن الإمام على شهيد المحراب وبين معاوية بن أبى سفيان المستولى على السلطة بالقوة والدهاء والمال والخيانة.

الحسن تعلم من جدة كيف يعقد سلاما – مذلا – وينتصر!!

الإمام الحسن لم يرد أن يحارب حربا صفرية الجميع فيها خاسر، والخاسر الأكبر الدين والأمة والثلة المؤمنة .

كان من عقل الإمام حينما كان الأمور تعانى من خلل منهجى ولن توقف الحرب هذا الجنون وإنما تنال من النواة الصلبة هنا صالح الإمام الحسن معاوية وتنازل .....

تنازل الذى لا يبحث عن مكسب ومجد ومن يهتف باسمه ويعلق صورته ويقول ان الحسن بطل مناضل مجاهد لم يتنازل ولم يساوم ولم ولم ولم .....


الحسن كان يعلم ان من سوف يحافظ على دمائهم وأعراضهم وأموالهم ودينهم سوف يقعون فى عرضه ودينه ويقولون عنه مذل المؤمنين ...

الحسن لم يخشى قول الناس، الهزيمة فى الواقع والانتصار فى المستقبل وبقاء الأمة منيعة قوية ....

من قراء عن الحسن ؟!!

واذا ذهبت الى لبنان هى نفسها قضية معاوية والحسن ولكن للاسف الجميع يفضل ان يكون معاوية ولا احد يشترى المستقبل بالسلم الكلم يقتل المستقبل بالحرب ....

فهل نكف عن ثقافة الانتحار ونشترى المستقبل ؟!!



إرسال تعليق

0 تعليقات