آخر الأخبار

حكومة الجنرالات






 

 

هادي جلو مرعي

 

 

قد يتوهمني أحدهم إنني من أنصار الحكومة بناء على تغريدة، أو تعليق، أو مقال، بينما يجدني آخر مناوئا. وهكذا تدور عجلة الأوهام التي يعاني منها كثر. خاصة المشتغلين بالكتابة والعمل الصحفي والتدوين، بينما الحق هو إنني أتمنى النجاح لأي حكومة تسعى لتكون خادمة للشعب، وليست مخدومة.

 

 

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي رئيس لجهاز المخابرات الوطني قبل تكليفه بالمنصب وتحميله مسؤولية السلطة التنفيذية. وزير الدفاع ضابط كبير، وصحيح أنه لايعرف كثيرا في الدين كما يقول في مقطع فيديو إلا إن لديه تجربة في العمل العسكري ومواجهة الإرهاب وهو الجنرال جمعة عناد الجبوري من اهل الشرقاط عاصمة أشور القديمة شمال صلاح الدين، وكان قائدا للعمليات هناك، ثم قائدا للقوة البرية في الجيش.

 

 

وزير الداخلية جنرال كبير في الجيش، وكان مسؤولا عن قيادة الملف الأمني في محافظات الفرات الأوسط، ثم رئيسا لأركان الجيش، ويملك الكثير من المعلومات، وربما سبب قلقا لضباط مسترخين في الداخلية، بينما هو رجل الثكنات والضبط العسكري.

 

 

 رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي الذي ينحدر من الجنوب الثائر على الدوام، وهو محبوب الجماهير، ويطالب سكان الموصل بإعادة نصب التمثال الذي نحته فنانون هناك تكريما لدوره في معركة التحرير ضد داعش، وكان أتهم بدعم التظاهرات الأخيرة، وأشيع عنه أنه كان طرفا في تحرك انقلابي الأمر الذي ثبت عدم صحته.

 

 

 

وهناك العديد من كبار الضباط في الدفاع والداخلية والأمن الوطني والاستخبارات والمخابرات وجهاز مكافحة الإرهاب، وهم من القادة الميدانيين، الأمر الذي أثار تساؤلات عن دور هذه الحكومة، وماتنوي فعله، ونوع تحالفاتها المستقبلية، وما إذا كانت جزءا من تحرك لتغيير السائد في البلاد، أو إنها ستتعامل وفقا لرؤية أمنية في معالجة الأزمات والملفات العالقة، وهل هي بصدد تلبية مطالب المتظاهرين، أم إنها تتجه لصدام معهم، وهل هناك أطراف تحاول دفع الأمور الى دائرة الصراع، وهي تساؤلات مشروعة حتى إن لم تكن محسوبة، أو مرغوبة.

 

 

 

ماأفهمه وأتمناه أن تنجح الحكومة في إقناع قطاعات مختلفة شعبية ونخبوية من خلال إجراءات عملية لتحسين أوضاع تلك الفئات، وتوفير فرص العمل للعاطلين، وحماية أمن الناس، ودعم الإقتصاد الوطني، وفتح آفاق التعاون في مجال الإستثمار، والعمل الدولي، وتطوير القطاعات الصناعية والزراعية، وتحفيز المجتمع ليكون منتجا ومبتكرا، وليس أسيرا لبرميل النفط الذي قد يهبط سعره، فيتحول الى سبب لمشاكل تبدأ، ولاتنتهي، وقد تحرق الأخضر واليابس. وسواء كانت حكومة جنرالات، أو افندية فالمهم في نظرنا أن نعيش ونحن نشعر بالطمأنينة، وأن هناك أملا ما.


إرسال تعليق

0 تعليقات