آخر الأخبار

ناجى عباس يقاتل فى "المعصرة"!!





 

نصر القفاص

 

 

أتجنب كثيرا مناقشة شأن "الأزهر" لأسباب كثيرة.. لكن قرارا صدر عن فضيلة الإمام الأكبر الشيخ "أحمد الطيب" بتعيين قيادى إخواني – بما لا يحتمل شكا – فى موقع خطير لتدريبب الدعاة!! فجر حالة غضب عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وذلك فرض عليه تراجعا وتغييرا لقراره احتراما لقاعدة "الرجوع للحق فضيلة" بما يجعل مناقشة الموضوع أمرا مهما.. فمسألة إصلاح مناهج التفكير الدينى, وأسلوب صناعة القرار فى مؤسسة "الأزهر" لم تعد قابلة للتأجيل أو التسويف.. إضافة لذلك فعملية صناعة التغيير عبر التنوير ونشر الحقائق, أخذت من خلال هذه الواقعة بعدا جديدا.. وإن شئنا الفهم الواعى لهذه الواقعة وتداعياتها, فيجب أن نتوقف بهدوء أمام عدة أمور شديدة الأهمية.

 

 

 

أولها.. أن الصحافة أهم أسلحة حماية المجتمع.. فالذى فجر القضية هو الأستاذ "ناجى عباس" الصحفى المعروف بكفاءته وجرأته.. وإذا كانت له سوابق فى محاربة الفساد, وقدرته على تحقيق انتصارات بقلمه.. فهذه القضية ستبقى الأهم فيما يجب أن نحسبه له.. لأنه استطاع تقديم معلومات لا تحتمل تأويلا, عبر صفحته على "الفيسبوك" فى توقيت مناسب.. كما قدم نموذجا لفهم حقيقة ما يجب أن تكون عليه صحافة المستقبل, ليؤكد سقوط "صحافة الصنم" التى نحرص على وجودها!!

 

 

 ولنا أن نتخيل أن "ناجى عباس" لا يكتب فى صحيفة بانتظام, وهو صحفى قدير وكاتب متفرد.. والأدهى من ذلك أن الصغار الذين يديرون الصحف المصرية, لا يتهافتون عليه وعلى أمثاله رغم قدرته على اجتذاب القارىء واستعادة احترام مهنة تعرضت لتدمير ممنهج..

 

 وقد أكد "ناجى عباس" بواقعة "قرار شيخ الأزهر" أن الذين يمارسون العمل الإعلامي, ليسو أكثر من "حفنة معلنين" يجيدون العمل الإعلاني!! لأن المجلس الوطنى للصحافة, لم يعد أكثر من "لافتة".. فضلا عن أن "المجلس الأعلى للإعلام" الذى أصبح "صنما" جديدا أضفناه لأصنام إعلامية قائمة.. كما جعلت الواقعة "نقابة الصحفيين" كيانا من ماض سحيق يفيد بضع أنفار بقدر ما يضر مهنة لها تاريخ!!

 

 

ثانيها.. الواقعة كشفت خطورة الانفراد بالرأى والقرار, وأكدت أن الحاضر والمستقبل لن يسمحا بذلك بفضل وعى كاتب بإمكانياته وقدرة التكنولوجيا على هدم جدران يتصور البعض أنها قادرة على حبس حرية الصحافة.. وكشفت الواقعة أيضا عن أن مصر تعانى من تصحر أرضها السياسية, بعد تبويرها بفعل فاعل.. فإذا كنا نزعم أن عدد أحزابنا تجاوز المائة.. فالحقيقة أنها كلها عبارة عن صالونات كما كان يراها الأستاذ "عباس محمود العقاد" إن شئنا الأدب فى وصفها.. مع أن الحقيقة أن هذه الأحزاب لا تتجاوز كونها "أكشاك" تتاجر فى الرداءة وتنتج طوابير من الانتهازيين الذين حق فيهم وصف "أحمد فؤاد نجم" فى واحدة من روائعه حين قال: "حسب الوظيفة تظهر حلاوتك.. تظهر مرارتك.. وأنت وشطارتك.. لو خفضوك ترتفع حرارتك.. ولو صعدوك تنقلب جيلاتى"!!

 

 

 

 وأكبر هذه الأحزاب يدعو للرثاء, فيما نراه منه بتفاخره أنه يحاكى جماعة الإخوان فى الاتجار بالفقر والجهل.. ويعتقد أن الحزب لا يتجاوز كونه جمعية خيرية تمارس عملها خارج القانون!! وأقصد به ما يسمى بحزب "مستقبل وطن" وهو فى الحقيقة "مستقبل خطر"!!

 

 

 

 

 

ثالثها.. أن الواقعة التى تفرض علينا مزيدا من التقدير للأستاذ "ناجى عباس" كاشفة لحقيقة تقول أن الأجهزة الأمنية عملها فى المعلومات السرية.. والصحافة عملها فى المعلومات العلنية.. وقديما – قبل الواقعة – كانت الأجهزة الأمنية لا تكف عن التأكيد على أن دورها حماية الوطن والمجتمع.. لكن الواقعة الأخيرة أكدت أن الصحافة التى تتمتع بمهنية هى التى تحمى الوطن.. وذلك ليس تقليلا من شأن الأجهزة الأمنية, لكنها إشارة إلى ضرورة أن تراجع نفسها ومناهج عملها.. فهذه الأجهزة تتمدد جماعة الإخوان تحت سمعها وبصرها فى كافة قطاعات الدولة, خاصة فى مجال الإعلام.. وهذه الأجهزة هى التى قدمت عشرات – بل قل مئات وآلاف – من عديمى الكفاءة والموهبة, لكى يشغلوا مواقع مسئولية بزعم أنهم أهل ثقة.. وتسبب ذلك فيما انحدرنا إليه إعلاميا وثقافيا وسياسيا.. ومن يرفض هذه الرؤية أدعوه لأن ينظر حوله, ليرصد مئات الفاسدين الذين ينخرون فى عظام المجتمع برعاية أجهزة أمنية.. وهذه الحالة إلى زوال وإعلان إفلاس فى أقرب وقت.. وتؤكد واقعة "قرار شيخ الأزهر" هذه الحقيقة الناصعة.. ولعلى أستحضر حكاية "ووتر جيت" التى أسقطت الرئيس الأمريكى "نيكسون" وكان وراءها تعاونا بين أجهزة أمنية والصحافة, ليتحرك المجتمع لكى ينقذ وطن!! وقد حدث ذلك لأن الأجهزة عندهم لا تسهم فى هدم الصحافة ولا تخريب الإبداع والثقافة ولا تدمير السياسة والأحزاب!!

 

 

 

رابعها.. أكد "ناجى عباس" بمهنيته أن إنكار الحقيقة سيكون ثمنه فادحا, بقوة الرأى العام وقدرة المجتمع على صناعة مستقبله.. خاصة وأن "زلزال كورونا" مازال يهز الكرة الأرضية, والبعض عندنا يتعامل مع المسألة على أنها مجرد "زوبعة فى فنجان" وهؤلاء يستحقون أن نسخر منهم ونكشفهم.. لأنهم ينكرون الشمس فى شهر اغسطس!!

 

 

خامسها.. إذا كان البعض قد راهن على أن "النخبة" قد تحللت وهذا صحيح.. فيجب أن يدققوا ويتابعوا نخبة جديدة, ترفض التفريط فى حق الوطن بأن يكون له مستقبل.. وهذه "النخبة الجديدة" فى معظمها تؤمن بإدراك ووعى أن الرئيس "عبد الفتاح السيسى" يستحق أن نقاتل معه معركة صناعة الأمل والتغيير.. وهذه "النخبة الجديدة" وجدت ضالتها فى مواقع التواصل الاجتماعى, لذلك تجدهم قادرين على التنوير وهم كثر.. أذكر منهم – مع حفظ الألقاب – علاء الدين سويلم, محمد حافظ, أحمد الجمال, علاء حمودة, ربيع الحسينى, حنان عبد المنعم عيد, رأفت نوار, حنان غالى, إيهاب سمرة, محمد بدير, وفاء الشريف, أحمد رفعت, ماجدة أباظة, مجدى الموصلى, إيمان إمبابى, شيرين حسين, مصطفى الرفاعى, رؤف جاسر, منى خالد, يسرى حسين, زينب الإمام, محمود نجم, صفوت حاتم, خالد الكيلانى, برهان شكرى, إلهامى عبد الرازق, فادى عيد, حسين عبد القادر, محمد شمروخ, ماهر فرغلى, بهى الدين مرسى, سهير يونس, عمرو ناصف, محمد السباعى, محمد صلاح الهمشرى, هشام صالح, قدرى نوار.. والقائمة تطول وأستطيع أن أضيف عشرات.. وكلهم يتجنبهم "إعلام الأصنام" ولا يعرفهم لأن القائمين على هذا الإعلام هم من بقايا ماض سيخلصنا منهم "فيروس كورونا"!!

 

 

 

الذين راهنوا على خداع المجتمع بمحاولة إعادة إنتاج "جمعية رسالة" أسقطتهم "النخبة الجديدة".. والذين يعتقدون فى أن "رديف الحزب الوطنى والإخوان" يمكن تسويقهم على أنهم حزب – مستقبل وطن – ستسقطهم "النخبة الجديدة".. والذين يستمتعون بمقاعد المسئولية فى الإعلام, حولتهم "النخبة الجديدة" إلى "خيالات مآتة".. وتبقى الحقيقة قادرة على فرض نفسها ببرهان قدمه "ناجى عباس" الذى يقاتل على جبهة أخرى فى معركة فساد بضاحية "المعصرة"!!

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات