عبدالملك سام
لا تستغربوا من أولئك
الذين يزحفون لتقبيل أقدام الصهاينة تحت أسم "تطبيع" ، ولا تستغربوا من
موقفهم المعادي لكل من يقاوم الأحتلال الإسرائيلي تحت مسمى "أعتدال" ؛
فأنتم تفضحون ذل موقفهم بموقفكم مع الحق لذلك هم يكرهونكم ، ويشعرون بالعار كلما
رأوا قوة الموقف الصامد رغم قلة الإمكانيات والعدد .. فالحق يحتاج رجال مؤمنين
صادقين ، وهم قلة دائما ، لكنهم هم من يمنحون التأييد والنصر من الله .
المفترض أن الموقف
معروف ولا يحتاج كل هذا الكلام والتحريض ، فالقدس قبلتنا الأولى ، ونحن أمام قضية
إنسانية واضحة لشعب مضطهد مظلوم ، ولكن هذا يدل على أن أتخاذ الموقف يحتاج شجاعة
وعدل وإيمان ، أما أولئك الجبناء وأتباع الشيطان ومعدومي الإيمان او المتظاهرين بالإسلام
فهم لا يستطيعون أن يقفوا هذا الموقف ، ولو أن هؤلاء سكتوا فقط لكان أشرف لهم ، لكنهم
ولوقاحتهم وبؤس موقفهم أبوا إلا أن يعلنوا موقفهم المخزي ، بل ودعوة الناس للانضمام
إليهم ليشمل العار كل العرب والمسلمين !
نحن لسنا هنودا حمر
أيها الأدعياء ، ولسنا دجاجا لنخشى من سكين الجزار ، ولسنا كفارا لنشك في مصداقية
موقفنا ووعود خالقنا .. نحن عرب يا معدومي المروءة ، ومسلمين يا عبدة الطاغوت
الأذلاء ، ورجال يا غلمان أمريكا وإسرائيل ، وسواء صدقتم أم لا فنحن نرى من تخافون
منهم أحقر وأدنى من أن نقيم لهم وزنا أو نضع لهم اعتبار ، فإيماننا بالله يجعلنا
نرى ما دونه حقيرا ضئيلا وضعيف .
فاتورة اليهود تكبر
يوما بعد آخر ، ونحن نخطو بثقة ليوم يدفعون فيه الحساب كاملا ، فإذا وقفتم حائلا
بيننا وبين ما نريد سندوسكم ، وستغلبون كما سيغلب أربابكم ، ولكننا نستغرب ماذا
يمكن ان يفعل الضعف والهوان بكم ؟! فأنتم تستقوون على أمتكم بعدو ضعيف يستمد قوته
من هوانكم ، وترفضون أيدي أبناء أمتكم الممدودة لكم بالخير ! ولو فقط تركتمونا لهم
وسكتوا لكان أشرف لكم ، ولكنتم وفرتم الجزية التي تدفعونها لهم وأنتم صاغرون ،
ولكنكم أبيتم إلا الهوان والخسران المبين !!
الشعب اليمني العزيز ..
والله مهما عظمت التضحيات فأنها قليلة مقابل رضا الله عنكم ، بكم اشتد عضد أخوانكم
المظلومين ، وقد رأيناهم مستبشرين بكم ، وسعداء بهذه الشجاعة والنخوة والإباء .. فقروا
عينا ، وثقوا بأن الله معكم مادمت في موقف الحق مع إخوانكم المضطهدين ، فقد وقفتم
يوم عز الناصر وهانت القيم ، والله لن يضيعنا وهو من بيده ملكوت كل شيء ، وما
علينا إلا صدق التوجه بما نستطيع ، والله المستعان ..
يوم القدس هو يوم
للفرقان ، يوم لحشد الهمم التي تناطح قمم الجبال ، يوم يميز الله فيه الصادق من
الكاذب ، والخبيث من الطيب ، والأحرار من العبيد .. يوم القدس هو يوم نقول فيه
للقدس بأننا قادمون ، وللشعب الفلسطيني المظلوم بألا ييأسوا أو يحزنوا ،
وليستبشروا بالأنصار ، وليتطلعوا ليوم لا ريب فيه كما قال الله عنه وهو أصدق
القائلين :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ
الرَّحِيمِ
سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ○ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى
لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا ○ ذُرِّيَّةَ
مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ○ وَقَضَيْنَا
إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ○ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا
عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ
ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ○ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ
وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ○ إِنْ
أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ
كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } (سورة
الإسراء : 7-1) ، صدق الله العلي العظيم ..
0 تعليقات