محمد كاظم خضير
في الوقت الذى يقف
أطباء العراق والعالم في خط الدفاع الأول لمواجهة فيروس كورونا وحماية المواطنين
وإنقاذ حياة المواطنين، يقف عمال النظافة في بلدنا كخط دفاع بالشارع يرفعون
المخلفات ويضاعفون جهودهم لمنع انتشار الأوبئة والفيروسات.لا يتوان عمال النظافة
في العراق عن أداء مهماتهم على أكمل وجه، لناحية إزالة النفايات من الشوارع
والأحياء، والتعقيم، مرتدين القفازات والأقنعة، فيما يعمل عناصر الشرطة من دون أي
إجراءات وقائية، ما يزيد من احتمال إصابتهم بكورونا.
مع إعلان حظر التجوّل
في غالبية المناطق العراق ، أغلقت مؤسسات ومنشآت خاصة وحكومية، إضافة إلى الورش
الصغيرة أبوابها، وبات العديد من العمال عاطلين من العمل، والشوارع شبه خالية من
المارة. لكن استُثنيت قطاعات عدّة من الإجراءات الوقائية المتخذة، التي يعمل فيها
نحو مليون ونصف مليون عامل. وبات التنقل يقتصر على الأعمال الأساسية التي لا غنى
عنها، ولا سيما رجال الأمن وعناصر الجيش وعمّال النظافة والأطباء.
ولا يخلو حيّ أو شارع
اليوم من عمال النظافة ، تجنّدوا لتنظيف الشوارع وتعقيمها، وإزالة النفايات من
الشوارع والنقاط التي تشهد تكدّس كميات كبيرة منها خلال وقت قصير. بل تضاعف عملهم
خلال هذه الفترة. هؤلاء يواجهون خطر الإصابة بالفيروس للحفاظ على نظافة الشوارع.
وفي يوم شاهدت احد
العمال إنّه كان يعمل فقط خلال ساعات الصباح الأولى، ويكنس بعض شوارع العاصمة
ويزيل النفايات. لكنه بات يعمل في زمن كورونا طوال اليوم حتى لا تتكدس النفايات في
الشوارع. لا شيء يحميه خلال عمله سوى قفازات وقناع يغطي وأنفه وفمه. يشير إلى أنه
بات يقوم بعمل مضاعف حتى يتمكن عمال آخرون من تعقيم الشوارع. ويحرص على ألا يضع
يده على وجهه خلال العمل. ومنهم من يعزل نفسه عن عائلته في غرفة على سطح منزلهم. يستحمّ
بمجرد أن يعود إلى البيت، ثم ينعزل في تلك الغرفة ليتجنّب الاختلاط بوالديه وزوجته
وأبنائه، خوفاً من أن يكون مصاباً بالفيروس، وبالتالي ينقله إلى باقي أفراد أسرته،
خصوصاً أنّه يتعامل يومياً مع كميات كبيرة من النفايات، ولا يعلم إن كان من يرميها
مصاباً بالفيروس.
من جهته، . قد
استمرار عمل عمال النظافة بعملهم طول فترة الحظر حتى لا يزداد الوضع الصحي سوءاً
بسبب انتشار النفايات في الأزقة والأحياء". لكنّ ابسط الامنيات لدئ هؤلاء لو
يلتزم الناس وضع النفايات في أكياس وإقفالها جيداً قبل رميها في الحاويات، خصوصاً
خلال هذه الفترة، إذ إن عمال النظافة معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالعدوى، بما
أنهم يتعاملون مع نفايات قد يكون أصحابها الذين أمسكوا بها مصابين بالفيروس. .
أصبحوا عمال النظافة
بحاجة إلى مزيد من المستلزمات الوقائية التي بات أغلبها مفقوداً في السوق. لذلك،
اختار بعضهم عزل نفسه عن عائلته. حين يعود إلى البيت، يبقى في غرفتي متفادياً
الجلوس مع العائلة أو الاختلاط بهم، لأنهم قد يكونوا مصابين بالفيروس بفعل عملهم".
0 تعليقات