عز الدين البغدادي
أبناء الحشد هم أبناؤنا
الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن، وهم يمثلون جهة رسمية تم تشريع وجودها بقانون،
وهي تستلم رواتبها من الدولة وتخضع لقوانينها… أما المقاومة فمصطلح جميل لكنه صار
يستعمل للتغطية على واقع سيء، المقاومة يشير الى وجود حالة داخلية من الرفض ضد قوة
أجنبية أو سلطة فاسدة تسعى هذه المقاومة لإسقاطها، وهي بالتالي تمثل الشعب –كما
يفترض- وتدافع عن حقوقه.
لكن: عندما تسيطر هذه
الجهة على المنافذ الحدودية لمصالحها الخاصة فهي ليست مقاومة.
وعندما تقوم بتفكيك
مصفى وبيعه كخردة فهي ليست مقاومة.
عندما تكون جزءا من
مشروع أجنبي يهدف لتحويل العراق الى خراب لمصلحة تلك الدولة فهي ليست مقاومة.
وعندما تضع جهة ما
نفسها فوق السلطة وفوق القانون فهي ليست مقاومة.
وعندما يكون ولاؤها
لجهة أجنبية ولو تحت غطاء ديني فهي ليست مقاومة.
هل يمكن أن تتقبل من
حزب سني يعلن خضوعه التام للسعودية أو تركيا مثلا؟ هل سيكون التبرير الديني عندها
تبريرا مقبولا؟
ما اعرفه إن المقاومة
تمثل إرادة شعب ما، إما أن تكون هناك مقاومة تمثل إرادة جهة أجنبية فهذا أمر غريب
وغير مسبوق.
ما يحدث عبث وتجارة
بأرواح الشباب وتغرير بهم، وكل جهة تحمل السلاح وتأخذ الإتاوات فإنها لن تستمر
بحكم الطبيعة الاجتماعية، والاغترار بالقوة عندما يكون عند أي جهة كانت هو أول
مراحل نهايتها.
الأمر الموجود في
العراق حالة شاذة لا يمكن أن يستمر، وهذا ما يجب أن يفهمه الأخوة في "المقاومة"
فمرحلة عبد المهدي انتهت، بل ان هذه المرحلة السياسية ككل انتهت وتحتاج إلى إعلان
وفاة. وما حصل فجر اليوم هو أمر طبيعي ليس لأننا أمام قائد كبير للعراق بل لأن "المقاومة"
لا يمكن أن تستمر هكذا بعد أن فقدت قاعدتها الشعبية.
ويبقى الحشد حشدنا،
حشد السواتر، حشد الشرف والوطنية، حشد الفقراء.
0 تعليقات