آخر الأخبار

بين الاتجاه التنويري والاتجاه التراثي




 

علي الأصولي

 

 

 

حاول الاتجاه التنويري أن يفرض نفسه بقوة على الواقع مستثمرا تارة ومستغلا تارة أخرى. تخبطات الاتجاه التراثي الذي يجد نفسه ويعتاش على فهم السلف العلمائي.

 

 

 وعدم قدرته على إدارة دفة الصراع الفكري إلا من خلال التمسك بدغدغة العاطفة والتحذير من مغبة ترك المبادئ والقيم.

 

 

بينما نجد أن الاتجاه التنويري. أكثر حركة وأكثر نشاطا وفعالية من غريمه التراثي. لامزا وغامزا المنهج التراثي وعدم قدرته على إقناع أتباعه ومسلكه الذي ورثوه جيلا من بعد جيل. من زمن سحيق.

 

 

ما أود بيانه. وما اعتقده في ظل التنازع بين المنهجين هو بالأصل نزاع على ملكية زعاماتية. أكثر مما هو نزاع على دعوى امتلاك الحقيقة والنجاة.

 

 

واجد أن البقاء كليا مع المنهج التراثي بكل مفاصله وتفرعاته والتسليم لكل نتائجه. هو البقاء والدعوة بالعيش مع التاريخ الذي ذهب مع أهله.

وأن الانتقال مع المنهج التنويري. بكل لطائفه وتناقضه وعدم ضبط مسائله. هو انتقال إلى فوضى لا تقف على حد حتى لو كان حدا قرانيا في المستقبل المنظور.

 

 

وخير الأمور أوسطها على كل حال و المدار مع الدليل أينما حل وارتحل تراثيا كان أو تنويريا.

 

 

ومما يعاب على المنهج التراثي هو دعواه الممثل الوحيد للسماء ومن خلال هذا الفهم يتولد التطرف. كما أن المنهج التنويري لا يقل تطرفا في نقد وتوهين وتقليل مجهودات خصيم منهجه.

 

 

ومما يعاب على الاتجاه التنويري هو خلو اتجاههم من منهج موحد ومقرر ومفصل بحدود معروفة المعالم. بل تجد أن الفوضى الفكرية سيدة الموقف على تبنيهم الآراء الحداثوية المستجدة. المهم عندهم لا تخالف الأمزجة الشخصية على الأكثر.

 

والى الله تصير الأمور.

 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات