على الأصولي
أن التحري عن المصالح في دنيا المزاحمات ليس سبة في حد ذاتها. ما دامت هذه
المصالح تؤطر بإطار أخلاقي عام وعليه سيرة البشر قديما وحديثا. فالكل محتاج للكل
وهذا أصل فطري تجده في عامة عالم الإمكان كما يعبرون.
خذ مثلا درست ردحا من الزمن في الوسط النجفي بعد أن أكملت المقدمات على يد
أساتذة في بغداد وللإنصاف من أول أساتذتي في المرحلة البغدادية ممن ارتبط بمرجعية
السيد علي الحسيني السيستاني.
بعد أن كانوا يرجعون بالتقليد للسيد الخوئي ومن بعدها للسيد عبد الأعلى
السبزواري.
وما إن أنهيت درسي في بغداد انتقلت للنجف الاشرف وأعدت تلك المقدمات بصورة
لعل أسرع من اقرأني ومن التحق في الحاضرة العلمية كوني ملما بالكثير من الموضوعات
قبل النجف الاشرف.
وبعدها خضت مرحلة السطوح وقريب الانتهاء
حصلت حادثة استشهاد المرجع الذي كنت أقلده وأعني به السيد محمد محمد صادق الصدر.
ما أريد قوله: أن تقليدي كما هو تقليد الآخرين لنفس المرجعية الصدرية كان
بسبب الحالة البراغماتية - فانا أنشد الخلاص من الوضع العام دنيويا وأخرويا - وهو
ينشد نشر المفاهيم الدينية الأخلاقية في صفوف الأمة.
وخذ مثلا آخر . وما أريد بيانه : تنقلت في أثناء الدراسة عند أكثر من أستاذ
فكل أستاذ اشعر بأنه غير فاهم المادة لا أبقى معه إذ سرعان ما انتقل لغيره وأن كان
في نفس المسجد بل الحلقات الدراسية قريبة بين من تركته وبين من التحقت مستجدا عنده.
والأمر سهل بهذه الانسيابية دارت رحى النجف الاشرف قديما وحديثا.
لا اعرف هل هناك عقد مبرم بين مرجع التقليد وبين عامة الأتباع كأن تكون
بيعة أو من هذا القبيل ولا يمكن الانفكاك بين هذا الطرف أو ذاك.
لم البقاء في نفس الدائرة مع
انعدام المصالح المشتركة بين الطرفين؟!
فكل من لم يسعى لتطلعاتي ويسايرني
ومستواي لا اقبل أن يقودني بأي صفة كانت تقليدية أو غير تقليدية.
فليس هناك حرمة شرعية أو أخلاقية أو عرفية للانتقال من ( أ إلى س ) إلا
اللهم هناك ارتباط مصلحي مالي أو نحو ذلك أو أمور غير واضحة الأسباب !
وإلى الله تصير
الأمور.
0 تعليقات