د.أحمد دبيان
حين تحدثت فى مقال سابق عن كومونة عرابى مقارنا
بينها وبين كومونة باريس لم يكن يجانبنى الصواب ولا أخذتني الحماسة .
النص الآتي ورد فى كتاب
الكولونيالية والثورة
الأصول الاجتماعية والثقافية لحركة عرابي فى
مصر
لجوان كوال
يورد فيه :
( أثناء الثورة
العرابية وبمجرد أن بادر الفلاحون تحت قيادة عمد قراهم بالهجوم على ملكيات الأوروبيين
أو النبلاء ، تعين على السلطات الثورية إما أن تأخذ جانب الفلاحين أو الذين
يهاجمونهم .
وأثناء المعارك التى دارت مع الانجليز ، نفذ
الفلاحون عدة هجمات على أراضى الإقطاع ،
وفى صيف ١٨٨٢ وزع
العمد والفلاحون وسايا النبلاء وبدأو زراعتها.
من جهة أخرى قام بعض الفلاحين بتجميع الأراضي
لمساعدة الثورة .
وفى قرية قلين هاجم فلاحون مزرعة حيدر باشا
تحت قيادة عمدتهم وصادروا محصول الحبوب الذى يمتلكه وحولوها إلى السلطات الثورية).
ثورة عرابى كانت ثورة
اجتماعية سياسية استطاعت حتى ولو لوقت قصير أن تضع الفلاح المصرى صاحب الأرض
الحقيقى فى صدارة المشهد وزلزلت عرش العائلة الألبانية والإقطاع التخليقى القائم
من توزيع أراضى مصر التى استولى عليها الباشا محمد على بعد قانون الاحتكار أو
تأميم الأرض الزراعية لحساب نفسه وأعاد توزيعها على قواده العسكريين الشركس
والألبان ومحظياته .
ورغم مرور أكثر من
مائة عام على تلك الثورة بطلائعها العسكرية كأداة من أدوات الأمة ، لا زال أحفاد
الإقطاع الشرعيين والغير شرعيين ، الراقصين على حلبات الرقص التاريخية يلعنون فى
حقد ينفثونه فى مواخيرهم الإعلامية أو الصحفية هذه الثورة المجهضة أو امتدادها
المزلزل فى ٢٣ يوليو الذى أستطاع تقويض مكتسباتهم الناجمة عن جرائم حقيقية فى حق
مقدرات هذا الشعب .
وما تصريحاتهم أو
تصريحات وكلائهم من أشباه المثقفين كومبرادورات الاستعمار الثقافية كل حين وآخر
نهشاً فى جسد فنى بروح لا زالت حية إلا ارتعابا حقيقياً من أفكار وروح ثورية
مستقبلية تستلهم عرابى وناصر ، لا زالت تحلق نسوراً رغم التجريف والتزييف والعنة
الثقافية التى رسخوا لها على مدار خمسة عقود.
0 تعليقات