آخر الأخبار

هل السيسي مشروع وطن؟ ..







 

حامد المحلاوى

 

 

من فضلك قبل أن تسبني أو تتهمني أنني أطبل ناقش معي المسألة بهدوء ثم قل رأيك كما تشاء .. أيام حسني مبارك الأخيرة روجوا لفكرة أنه لا أحد يستطيع ملء فراغ السلطة من بعده حتى أنه نفسه اقتنع بذلك حينما قال : أنا أوالفوضى من بعدي ! .. فهل كان صادقا ؟! ..

 

 

أجزم انه كان صادقا مائة في المائة .. فلم يكن يظهر في الأفق فعلا ما يبشر بقدوم من يستطيع شغل الكرسي المثقل بالضغوط المحمل بالهموم .. وكان الشعب قلقا جدا من المجهول وانتشرت وقتها مقولة اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش ..

 

 

 

لكن مع بزوغ نجم عبدالفتاح السيسي بسرعة عجيبة ( تقلد أرفع 4 رتب عسكرية في غضون سنتين ) وتصدره المشهد بقفزات درامية تبدل الحال .. استشعر الناس الصدق والإخلاص في شخصه أولا .. ثم امتلاكه القوة اللازمة للحفاظ على وحدة وتماسك البلد وسط عواصف هوجاء كادت تعصف به لولا لطف الله .. فهم الناس حينها أنه رجل هذا الزمان ..

 

 

 

مع قدومه بدأ الشعب يشعر بشيء من الطمأنينة .. وأن مصر باتت بعيدة عن أن تتحول إلى ما آلت إليه بلاد كبيرة ذات حضارات عريقة كسوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا وغيرها .. صحيح ظهرت مشاكل جسام لم تعرفها مصر طوال تاريخها كالإرهاب مثلا .. لكن مع هذا الرجل كان هناك شعورا عاما وشبه يقين لدى المصريين أن مصر سوف تنتصر على الإرهاب وتقضي عليه وقد كان ..

 

 

 

أيضا مشكلة سد النهضة واحتمال أن تتعرض مصر لنقص حاد في المياه لأول مرة في تاريخها .. أسألك وحاول أن تكون أمينا مع نفسك : لو أن شخصا آخر غيرالرئيس السيسي هو من يمسك بالملف الأخطر من بين كل الملفات هل كنت ستشعر بالأمان أو سيقل لديك الشعور بالقلق ؟! .. لك أن تجيب أو تمتنع ..

 

 

 

نقطة أخرى .. الذي قال إن الرئيس ترك الفقراء وابتعد عن الشباب يغالطنا ويغالط نفسه .. فهذه المشروعات الضخمة التي تملأ البلاد طولا وعرضا من الذي يديرها ويشغلها ؟ .. الشباب هم من يتولى ذلك .. معه انخفضت نسبة البطالة بشكل غير مسبوق .. مئات الآلاف من الوحدات السكنية لمحدودي الدخل .. رأينا عددا ضخما منها تم تنفيذه وتوزيعه بالفعل والباقي في الطريق .. 15 مدينة جديدة تقام الآن .. من سيسكنها ؟! .. أسألك : هل كنت تتخيل أن مصر سوف تتغلب على معضلة العشوائيات في أي يوم من الأيام ؟! .. سأذكرك .. الشعور الغالب وقتها أنها مشكلة استعصت على الحل وأنها باتت كالورم الخبيث الذي انتشر في كل الجسد ومستحيل إزالته بل إنه قابل للزيادة وليس النقصان .. تذكر كان هذا من 5 سنوات فقط .. الآن نحن أمام بداية فعلية وقوية لاختفاء معضلة االعشوائيات بشكل تام في غضون سنوات قليلة .. صدقني كانت وصمة عار ليس في جبين مصر فقط بل الإنسانية ذاتها ! .. أما عن مشروعات الطاقة والطرق والتعدين والمشروعات السياحية واستصلاح الأراضي وغيرها فحدث ولا حرج .. كم المشروعات الضخم وسرعة التنفيذ الهائلة تقول إن الرجل جاء ليسابق الزمن كي يقفز بمصر قفزة جبارة خلال سنوات معدودة وها نحن بالفعل بدأنا مرحلة جني الثمار .. رأيناه واضحا في ارتفاع سعر صرف الجنيه المتواصل مقابل الدولار ثم بداية مبشرة لانخفاض حقيقي للأسعار .. الغريب أن مصر تحقق معه أعلى نمو رغم حال الركود التي تضرب العالم الآن .. أليس هذا ما كنا نحلم به ؟! .. لا تجعل مقياسك ونظرتك للأمور من خلال أزمة كورونا فقط وإلا ستكون ظالما ! ..

 

 

 

صحيح هناك مشاكل كبرى لها جذور عميقة كالفساد وانهيار البنية التحتية في التعليم والصحة والمواصلات وغيرها وهي تحتاج بلا شك جهودا مضنية وأموالا ضخمة للإصلاح أو التغيير .. لكننا نعلم جيدا أنه لن يأتي في وجود قيادة ضعيفة لا تملك الرؤية أو القدرة على الحل ..

 

 

 

بكل تأكيد مصر تتغير مع السيسي وأي منصف سيقول بذلك .. المهم أن الرجل تركنا للثرثرة والهري اليومي والكلام الفارغ ( يعرفنا جيدا ) ومضى بكل ما أوتي من لبناء مصر الحديثة .. مصر المستقبل .. رجل لا ينام ! ..

 

 

 

لكن قبل أن أنهي أود من سيادتك أن تذكر لي اسما واحد تتوسم فيه روح القيادة والزعامة يستطيع من خلالها قيادة البلد باقتدارفي ظل هذا الظرف الدقيق الصعب .. اسما واحدا فقط ! .. سأتركك تفكر ..

 

 

 

بالمناسبة : تعرفون أين مشكلتنا الحقيقية ؟ .. أننا حملناه وحده كل بلاوينا لدرجة أننا نطلب منه أحيانا حل مشاكلنا العائلية ! ..

 

 

 

قلت ما عندي .. فهل كنت واهما أو أجيد التطبيل عندما قلت إنه هو نفسه تحول إلى مشروع وطن ؟! ..


إرسال تعليق

0 تعليقات