علي الأصولي
إن أكثر نقاد الصفحة هم طبقة المتدينين بصورة عامة والطبقة الآخوندية بصورة
خاصة.
وينطلق كل من هؤلاء وأولئك لنقد الصفحة وقلمها بلحاظ أن كتاباتها النقدية
خاصة في مقالات ( شؤون مرجعية وشؤون حوزوية ) تنطلق من منطلقات التهجم أو عدم
الإنصاف تجاه المنقود بصرف النظر عن عنوانه. هكذا يحسبون الموضوع من زاوية إفهامهم.
وعلى كل حال هم مأجورون ويثابون على حرصهم تجاه ما يعتقدون بقداسته وضرورة
عدم - نشر الغسيل - كما يعبرون في هذه المواقع.
واقعا. كما أن بعضهم له أسبابه ومبرراته وهذه النظرة والحكم فانا كذلك لي أسبابي
ومبرراتي التي تجعلني أن أسلط على بعض الموضوعات التي أجد من الضرورة بمكان نقدها
بمعزل عن المجاملات والخواطر فالدين والمذهب الذي أفهمه أعلى كعبا من العناوين
والجهات مع الاحترام.
وإذا نقدت حالة هنا أو سلوك هناك أو فكرة ما. فأنا أتحرك ضمن المساحة
العلمية والأدبية في مثل هذه الموضوعات مع الأخذ بالحسبان مراعاة المستويات
الذهنية والنفسية لأغلب المتابعين.
ويحسن بالذكر أن استشهد بقصة إذ
وجدتها تتوافق وما ذكرته أعلاه يحكى في - قصص وخواطر –
إن العلامة المجلسي صاحب - البحار - ذكروا أمامه مسألة الخمر وموضوع
الاختلاف الفقهي بين القول بطهارتها ونجاستها. ومن المعلوم أن الخمر حرام شربه ،
ولكنه هل نجس أيضأ أم لا ؟ فيه رأيان . واليك قصة بهذه المناسبة ..
. قال بعض الناس للعلامة المجلسي: ان الفقيه الفلاني يقول بطهارة الخمر ( رغم
حرمة شربه ) . فرد الشيخ المجلسي بقوة ( کلا ، ان الخمر نجس ، وفلان مخطيء ) ولما
خرج الشيخ من المجلس مودعا الحاضرين ، أسرع الى ذلك الفقيه معتذرا لعله تجاسر
عليه لما قال بأنه مخطىء ، وعلل تصرفه وكلامه في ذلك المجلس بقوله : إنه كان يريد
به ان لا يتجرأ الناس على شرب الخمر مادام طاهرا ، لأنهم في الغالب لا يميزون
بين الأمرين فيتصورونه حلالا ما دام طاهرا وذلك على فرض القول بالطهارة. ولقد
أكبر هذا الفقيه الموقف الحكيم للعلامة المجلسي ، ورحب به خیر ترحيب. وهكذا ودعه
الشيخ المجلسي وجاء الى حرم الامام الحسين (ع) ليقوم هناك بالصلاة وطلب المغفرة
اذا كان قد بدر منه ما يوجب سخط الباري عز وجل. انتهى.
نعم ربما لو كشفنا الواقع والدافع الحقيقي لتلك العناوين التي تناولها
القلم بالنقد فإنها سوف تتفهم سياسة الصفحة في ما نحن فيه. واما إذا بقينا نحن والأتباع
فلا نتوقع منهم العذر إلا ما رحم ربي.
والى الله تصير
الأمور.
0 تعليقات