هاني عزت بسيونى
قلمي يغفو إلى ما فوق
الواقع المرئي ..
ويغوص في عِبارات
عَبْرَات من زمن الآن للماضي في بعض من كلماتِ .. بذاكرة حروف سيريالية متناثرة ..
ويسألني ما الفضيلةُ ..
؟..
أليست سوى قناعٌ ذكيّ
تَسَتَّرَت خلفه نُدوبُ ميولاتنا الفطرية الأصيلة ....
وما الرّذيلة .. أليست
هي التَمَرُّدّ الغبيّ الذي أسقط القناع وهَتَكَ الأصالة وشَيْطَنَ الميول .؟!..
وما الحُب ... إن لم
يُجردك من كل ثِقل بك ، وإلا فهو ثِقل إضافي في حياتك عليك ... ولذلك ..
لا تصدقوا الكلمات
اللطيفة ولكن ..
خذوا دائماً من أفواه
المواقف عين الحقيقة .....
هي ذكريات عابرة لنسج
من خيوط الزمن في وجوهنا ..
.. كثيراً ما أختلس
النظر .. لأعود .. لأتأمّل ... فأتوه في درجات الألوان التي هَيَّبَها الأبيض
والأسود .. في صفحات من حزن وفرحة بطعم الحياة ... وأسترسل في شغف الحواس لأسترق
همسات الغزل تذوب في سيل من الضحكات .. ومتعة اللحظات ...!!.
أتحسّس لحن من صمت
موسيقى الكلمات ..
وأرعى كلّ هذا الصّخب
في حفل بحقل زهور أشجار خيالي !!..
هيا اضحكوا معي ... وانظروا
في هذه الفوضى .. إنها عبثيّة أمواج حياتنا ... في بحر تجاعيده ..!
هذا الماديّ الذي
يموج في سماء خيالك ..
والذي كان له أن يرقص
بمتاهةً على مسرح الغرام .. فكان له أن يطلق صرخةً حرّرته من كل انضباط وتحفّظ
وانكماش ...!!! ..
هل تشاهد !؟..
هناك في تلك المشاهد ..
أناسٌ عند لقائنا بهم
للمرّة الأولى والشروع بالحديث معهم لبضع بداية من ثوانٍ .. فنُدركُ .. أنّ
القدَرَ قد مهّدَ لنا موعداً من مواعيده الخاصّة ... وأتاحَ لنا فرصة التواصل
العفويّ المباشر .. مُعَبِّداً لنا الطريق بنور ... ينسفِ كلّ لغمٍ وصنم اجتماعي
متجمد .. وكلّ حاجزٍ نفسيّ صامت متحجر .. ليمنحنا فضاءً أوسع بشفافيّة الروح .. ولغة
الحريّة .. ليرتقي الحديث إلى تفاعلٍ سَلِسٍ يسيرُ في ثقةٍ مستقيمة وأَرْيَحيّة
مطلقة .. ثقة غير مفهومة أو مبرّرة ..
لكنها مُحَصَّنة ..
مُحَصَّنة بحوارٍ
يُنْطَقُ بلسان القلب مشَفَّراً بمزامير آذان الروح ...
لحظات عابرة لحدود
الوعي والإدراك والفهم والتفسير ... حتى أنّنا .. لا نسأل أنفسنا كيف أنّهم سَبروا
تُبدِّد ظلمات أغوار في داخل أعماقنا بهذه السرعة وبكلّ هذه الخِفّة ..
بل إن السؤال يأتي
معاكساً تماماً لكل الاتجاهات ... لتَتَمَلّكْنا الحيرة لمعرفة في أيّ ثَغرةٍ دَفينَةٍ
.. ضالَّة أو مَنسيَّة ... ثَبُرَ هذا الأنا البعيد القريب طويلاً .. حتى
اكْتَشَفْناه ..!
0 تعليقات