رياض محمد
أفرجت الحكومة الأمريكية
عن وثيقتين تتعلقان بانقلاب 17 تموز 1968 في العراق وهن جزء من مجلدات وثائق
الرئيس جونسون.
الوثيقة الأولى مذكرة
كتبها مسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض يدعى جون فوستر لمساعد
الرئيس جونسون لشؤون الأمن القومي روستوف في 17 تموز.
في المذكرة يقول
فوستر أن الوضع غامض في بغداد بعد الانقلاب وانه لاتوجد لأمريكا سفارة هناك ولهذا
فلا تتوفر معلومات كافية. وانه ربما يحدث انقلاب مضاد يوم غد.
كما أوضح ان تقييم أجهزة
الاستخبارات يقول ان الانقلابيين بعثيين وأنهم قد يكونون أصعب مراسا من حكومة عبد
الرحمن عارف.
كما قال أيضا أن
بيانات الانقلابيين تبدو معتدلة (بالمقاييس العراقية) حيث أكدوا على الإصلاح
الاقتصادي وحل القضية الكردية وحكومة نزيهة والوحدة العربية بوجه الصهيونية
والامبريالية.
كما يضيف انه إذا كان
هؤلاء بعثيون فإنهم سيتقربون أكثر لمنظمة فتح وسوريا والاتحاد السوفييتي.
وقال ايضا ان أهم
قضية للولايات المتحدة الآن هي ان كان الانقلابيين سيستمرون بدعم الملك حسين في الأردن
حيث توجد قوات عراقية مؤلفة من 25 الف جندي. وأنهم يستطيعون جعل الأمور صعبة على
الملك لو أرادوا.
ويختتم قائلا ان هذه أفضل
قراءة يمكن تقديمها الآن للانقلاب في العراق.
وفي هامش الوثيقة
هناك إشارة الى مذكرة للمخابرات (على الأغلب المركزية الأمريكية) تقول فيه انه في
فجر 17 تموز حدث انقلاب غير دموي في العراق وانه في الساعة السابعة صباحا أعلن
مجلس قيادة الثورة انتخاب نائب الرئيس السابق اللواء احمد حسن البكر رئيسا للجمهورية.
كما أعلن راديو بغداد عن إحالة الرئيس عارف الى التقاعد والتحاقه بعائلته في
بريطانيا.
وفي هامش آخر أشارة
لمذكرة أخرى للمخابرات تقول فيه ان حكومة عارف لم تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار في
حزيران 1966 (مع الأكراد). وان البرزاني (مصطفى) رفض حل قواته حتى تلتزم الحكومة
العراقية بوعودها بمنح الأكراد حكما ذاتيا محدودا ومنح مقاعد للأكراد في البرلمان
العراقي (الذي لم ينتخب حتى الآن) وحل القوات الكردية الموالية للحكومة. في حين
تسيطر قوات البرزاني عمليا على شمال العراق وقد تلقت مؤخرا تعهدات بدعم عسكري
ومالي من إيران وإسرائيل.
أما الوثيقة الثانية
فهي مذكرة مرسلة من فوستر الى روستوف في 22 تموز. وفي هذه المذكرة يقول فوستر ان
الصورة توضحت في بغداد حيث ان الحكومة الجديدة ستكون أصعب مراسا من سابقتها لكنها
وان كانت بعثية فإنها أفضل مايمكن الحصول عليه ضمن إطار البعث.
ويقول فوستر ان سبب
ذلك هو ان الجناح اليميني المضاد لسوريا هو الذي تولى السلطة في العراق كما ان غير
البعثيين يشغلون مناصب مهمة في الحكومة. كما يقول ايضا ان سوريا لم يكن لها علاقة
بالانقلاب بل على العكس فان السؤال الان ان كانت العناصر السورية المعتدلة في المنفى
(يقصد البعثيين من جماعة الحافظ) سيوظفون زخم انقلاب بغداد ليضغطوا على الحكومة
السورية.
ويمضي فوستر في
تحليله فيقول ان عدم قدرة حكومة عارف على حل المشاكل الداخلية هو العذر الذي قدم
للانقلاب.وان الحكومة الجديدة تتحدث عن مكافحة الفساد والإصلاح الاقتصادي وحل
القضية الكردية. كما انهم أعادوا نفس التصريحات عن الوحدة العربية والصهيونية
والامبريالية لكنه لايوجد اي مؤشر على ان سياسة العراق الخارجية سنكون أكثر
راديكالية من قبل.
ومن المبكر معرفة ان
كان اي تقدم سيحرز في تسوية القضية الكردية وهو الأمر الذي سيحرر الجيش العراقي لمواجهه
إسرائيل.
يختتم قائلا انه حتى
نرى أفعال هذه الحكومة الجديدة وأي مشاكل سنواجهها معها فان الصورة الان اقل مدعاة
للقلق مما كانت عليه الأمور في يوم 17 تموز من حيث مدى راديكالية هؤلاء.
رابط الوثيقة الأولى:
الوثيقة الثانية :
0 تعليقات