علي الأصولي
تحت عنوان ( محمد
الصدر وفهم تقريرات الهاشمي ) ادعى المستشكل ان السيد الشهيد الصدر الثاني يعاني كثيرا
في فهم جملة من كلمات المرحوم محمود الهاشمي للبحوث الأصولية لأستاذيهما المرحوم
محمد باقر الصدر، ويفسرها من عندياته بشكل خاطئ، ويبني اعتراضات وإشكالات خاطئة عليها،
بل ويعمد الى الخلط في المباني الفلسفية التي ارتكزت عليها بعض البحوث الأصولية،
ويخطىء في فهمها وتطبيقها أيضا. لست أدري كيف يمكن أن تتصور أن شخصا يدعي الاعلمية
على عموم مجابليه وأساتذته الأموات - ولو في علم الأصول - كما صرح مرارا وحرم
تقليد غيره على هذا الأساس أيضا، وفي الوقت نفسه غير قادر على فهم هذه الكلمات
المعروفة ؟؟ انتهى موضع الشاهد:
وقد ارفق المستشكل
مقطعا درسيا بصوت السيد الصدر حاصله: ( والنادر من الفلاسفة والمتكلمين من يقول
بوجود الكلي في الخارج كما نسب الى الرجل الهمداني حيث يرى: أن الكليات موجودة في
الخارج ، وأنه موجود بوجود أفراده، وأن نسبة الأفراد الى الكلي كنسبة النقاط الى
الصفحة المنقطة، وأن ما هو الأساس والموجود بالذات هو الكلي وليس وجود الأفراد،
على عكس المشهور الذي يقول، بأن الأساس هو الفرد وليس الكلي، لكنه نادر ومخطأ. واعترض
عليه الجميع تقريبا، ولا يعرف اسمه إلا الرجل الهمداني ) انتهى كلام السيد الصدر
في بحث الأصول المقطع الصوتي.
تقريب البيان: قالوا :
ان معروضات مفهوم الكلي والنوع والجنس من الحقائق التي هي معقولات أولى. بالقياس
إلى تلك العوارض التي تسمى عندهم بالمعقولات الثانية أمور موجودة في الخارج فيلزم
على رأيهم أن يكون في الوجود إنسانية واحدة هي بعينها مقارنة للعوارض التي يقوم
بها شخص زيد وشخص عمرو وغيرهما من أشخاص الناس وهي مع كل هذه العوارض غيرها مع
العارض الآخر. بالاعتبار وغير متغيرة بنفسها وإذا عدم شخص من تلك الأشخاص فقد
فارقها الأعراض الخاصة بذلك الشخص فقط. وأما غير تلك الإنسانية فهي باقية غير
فاسدة وإنما يفسد مقارنتها لتلك الأعراض فقط. فهي ذات واحدة مقترنة بعينها بأعراض
كثيرة وتعينات شتى. تصير مع أعراض كل شخص إنسانية ذلك الشخص وكذا الحال في حقيقة
الحيوان بالقياس إلى القيود والفصول المتبائنة فلا حاجة إلى القول بوجودها في نحو
آخر من الوجود المسمى بالذهن.
ورد عليه : قلنا هذا
اشتباه وقع لبعض منشأه الغفلة عن رعاية الحيثيات والإهمال في جانب الاعتباريات. فإن
قولهم : بوجود الطبائع النوعية والجنسية ليس معناه ان النوع بما هو نوع أو الجنس بما
هو جنس. وبالجملة - الكلي الطبيعي بما هو كلي طبيعي - أو معروض الكلي من حيث كونه
معروض كلي والكلية له تحقق في الخارج فأن هذا مما لا يتفوه به من له أدنى ارتياض
بالفلسفة فضلا عن الحكماء والاكابر وقد بينوا في كتبهم وتعاليمهم ان الكلي بما هو
كلي مما لا وجود له في الخارج. وللشيخ الرئيس رسالة مفردة في هذا الباب شنع فيها
كثيرا على رجل غريز المحاسن كثير السن قد صادفه بمدينة همدان قد توهم أن معنى وجود
الانواع والأجناس في الاعيان هو أن يكون ذاتا واحدة بعينها مقارنة لكل واحد من
الكثرة المحصلة المختلفة مطابقة لها مشتركا فيها أمر موجود فيها قائلا: هل بلغ من
عقل الإنسان أن يظن أن هذا موضع خلاف بين الحكماء وكان ذلك المرء لما سمع من القوم
أنهم يقولون ان الأشخاص تشترك.
0 تعليقات