آخر الأخبار

23 يوليو 1952 في مصر في الوثائق الأمريكية السرية





 

رياض محمد

 

شكل انقلاب الضباط الأحرار في مصر في 23 تموز 1952 بقيادة جمال عبد الناصر حدثا مفصليا في مصر والشرق الأوسط والعالم.

 

 

ولكن ذلك الحدث التاريخي لم يكن في يوم حدوثه أمرا ذا أهمية كبيرة. والحقيقة أن 23 يوليو في مصر كانت مثالا نموذجيا لانقلاب تحول إلى ثورة.

 

وقد تلا انقلاب الضباط الأحرار في مصر انقلابات مماثلة في العراق واليمن وليبيا.

 

ورغم انه قيل الكثير عن (علاقة) ما ربطت الضباط الأحرار بالولايات المتحدة - خصوصا ما ورد في كتاب مايلز كوبلاند (لعبة الأمم) - فان الوثائق الأمريكية المفرج عنها من ضمن مجموعة مجلدات وثائق الرئيس الأمريكي ترومان توضح أن الأمريكيين لم يعرفوا عن الانقلاب إلا ما عرفه العالم علنا. كما نهم اخطئوا في بعض تقييمهم له.

 

والمدهش انه لا توجد أي وثيقة أمريكية تتحدث عن الانقلاب في يوم حدوثه مما يدل على أن الأمريكيين لم يظنوا أبدا أن ماحدث حينها من استيلاء الضباط الأحرار على مبنى رئاسة أركان الجيش المصري في القاهرة وعبرها على السلطة كان حدثا ذا أهمية.

 

 

والوثيقة الأولى والوحيدة التي تتحدث عن الانقلاب كانت مذكرة كتبها مسؤول في مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية لمسئول مكتب مصر والعلاقات المصرية البريطانية السودانية (كانت السودان جزء من

مصر حينها) في الخارجية الأمريكية في 28 تموز.

 

وفي المذكرة يروي المسؤول الأحداث التي مرت بمصر منذ يوم الانقلاب مرورا بنفي الملك فاروق.

 

و يخطئ كاتب المذكرة في تحديد هوية قائد الانقلاب فقد ظنه اللواء محمد نجيب – كما ظن الجميع ذلك حينها باستثناء قيادة الضباط الأحرار. بينما كانت الحقيقة التي توضحت فيما بعد ان عبد الناصر الذي كان مقدما في الجيش كان قائد الانقلاب لكن التنظيم استعان بمحمد نجيب لشعبيته في أوساط الجيش وشهرته بين المصريين وبسبب علو رتبته العسكرية.

 

ويخطيء التقييم أيضا في معرفة انه كان هناك ضباط شيوعيين في تنظيم الضباط الأحرار بل ان مقتحم رئاسة أركان الجيش المصري كان ضابطا شيوعيا.

 

لكن التقييم نجح في معرفة ان جماعة الإخوان المسلمين كان لديها نفوذا (استثنائيا) ضمن التنظيم وقد استمر ذلك حتى الصدام معهم ومحاولة اغتيال عبد الناصر.

 

 


إرسال تعليق

1 تعليقات