آخر الأخبار

الخليفة المجنون… ودماء العرب










 

 

عز الدين البغدادي

 

 

 

حكمت الدولة العثمانية بلاد العرب أربعة قرون، لم تتطور فيها أحوال العرب أبدا، بل عاشوا حالة ساكنة كأن الزمن لا يمر عليهم، وبقيت مدنهم تعيش حالة التخلف والفقر والجهل كقدر مفروغ منه.

 

 

رغم انتقادي الشديد للدور والمشروع الإيراني إلا أن الإيراني يمكن أن تتفاهم معه، أما العقل التركي فهو عقل جبلي من الصعب أن يعي الأمور فهو يفكر بعقلية الجندي العثماني وحسب. وكنت استغرب دائما من أن العثمانيين رغم قربهم من أوربا ورغم أنهم عاصروا مراحل الضعف والنهضة الأوربية إلا أنهم لم يستفيدوا شيئا من التقدم العلمي في أوربا، ولم يسهموا بشيء في هذا المجال. وهذا ليس غريبا تاريخيا، فالترك كانت مساهمتهم المعرفية في الحضارة الإسلامية محدودة جدا، أقل من العرب والفرس واعتقد أيضا اقل من الكرد.

 

 

تركيا الآن تريد أن تنهض من جديد، ونهضتها تريد أن تبنيها على حساب العرب كما بنتها من قبل، اردوغان يتحدث مع العرب باسم الإسلام لكن همه الأكبر هو أن يكون طغرلبك عصره.

 

 

هنا يتحدث عن تركيا نعم عن تركيا وليس عن الدولة الإسلامية مثلا حتى نبرر كلام اردوغان، اردوغان "الإسلامي" يقمع مواطنيه الأكراد وهم سنة، لأنه تركي قومي في واقعة. وهو هنا يذكر الموصل وكركوك ويذكر حلب وحمص ومصراتة (مدينة ليبية فيها نسبة من الليبين من أصول تركية) ويكشف عن مطامع استعمارية بلغة فجة وساذجة. لم يذكر مكة مثلا او بغداد أو القاهرة أو دمشق، بل تحدث عن مدن يعتقد أنها تركية.

 

 

العرب للأسف طبقوا المثل القديم "إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" أضعفوا العراق وساعدوا على احتلاله بعدما ورّطوه، سوريا التي طالما وقفت معهم طعنوها في قلبها، ساهموا بقصور نظرهم بتدمير ليبيا، مزقوا اليمن، والآن هناك مؤامرة لاحتلال ليبيا بمعونة عملائها هناك، ومشروع يستهدف مصر لاستدراجها تمهيدا لإضعافها وتدميرها. والى الآن العرب لا يدركون خطورة ما يفعلونه، حكام الخليج أسقطوا كل السواتر التي كانت تحميهم من إيران وتركيا.

 

 

الخطر الآن في الخطاب الديني السياسي السني الذي أثبت أنه ليس مشروع نهضة أمة، بل مجرد آلة لخدمة مشروع الاستعمار التركي من حيث يشعر أو لا يشعر، كما هو الخطاب الديني الشيعي بالنسبة لإيران. أتمنى أن يعي العرب (السنة) أنه لا يجب عليهم أن يكونوا مجرد جنود لتنفيذ نزوات السلطان المجنون، الذي يعتقد أنه يستطيع أن يحقق أحلاما عثمانية في هذا القرن.

 

 

يمكن لأي إنسان يملك معرفة بسيطة بقراءة الوجوه أن ينظر الى وجه اردوغان؛ وسيكتشف بأن هذا الرجل ليس سويا، وجهه يظهر ذلك. إنه إنسان مهووس ومجنون، يريد أن يكون هتلرا جديدا على العرب رغم اختلاف الزمن، ورغم انه لا يملك أي شيء من إمكانياته.

 

 

لا تفرحوا كثيرا لأن تركيا حققت نموا اقتصاديا، ولا تفتخروا بذلك، فهذا ليس مشروعكم حتى تفرحوا بنتائجه.. لا تتعاملوا من منطق الانتماء الديني، وتذكروا أنكم عرب مسلمون، لستم سنة ولستم شيعة، أنتم عرب وأنتم مسلمون، هذا هو ما سيحفظكم وما سينفعكم. إذا قلتم نحن سنة فسوف تمزقون واقعكم إلى سنة وشيعة، وستسمحون للدولتين الجارتين أن تستغل ذلك لمشروع لم ولن يكون لكم فيه ناقة ولا جمل.

 

 

جذركم ليس في إيران وليس في تركيا، بل في أخوتكم، في بناء دول وطنية مستقلة تملك قرارها، تحترم مواطنيها بكل تفاصيلهم، تسعهم بالعدل، وتوفر لهم عيشا كريما لهم. وعندها ستفكر تركيا ألف مرة قبل أن تقطع المياه عن الفرات، أو تتجول براحتها في شمال العراق.






إرسال تعليق

0 تعليقات