د. محمد إبراهيم
بسيوني
تصنيع أي لقاح يحتاج
الى سنوات وأسرع لقاح الى الآن استغرق ٤-٥ سنوات، تسريع الإنتاج لا يخلو من
المخاطر. والبدائل موجودة مثل المونوكلونال Monoclonal الأجسام المضادة كحل مؤقت الى أن يتم إنتاج لقاح آمن يعتمد عليه.
أتذكر حادثة الرئيس الأمريكي فورد في عام ١٩٧٦ عندما
تفشت انفلونزا الخنازير كان احد أهم أهدافه الانتخابية هو تلقيح الناس كنوع من
توفير المناعة ضد المرض آنذاك. انتهت بتسريع إنتاج اللقاح وظهور حالات عديدة من
متلازمة جوليان باريه julian
barratt syndrome.
هذه قصة رائعة انصح بقرائتها عن جشع شركات صناع الدواء ورئيس يسعى للفوز. وهذا ما
دعى العلماء لتفكير في human
challenge لتسريع
النتائج .. مع أنها أخلاقيا غير مقبولة بما انه لا يوجد علاج للكوفيد.
الجميل في هذه
الجائحة نرى ان الجميع يسعى للتطوير، وان الإنسان لديه قدرات هائلة، وقد يكون ممكن
فعل ما كنا نعتقد من قبل انه من المستحيل لو تم إنتاج لقاح في هذه الفترة القصيرة.
في حال تم اعتماد
لقاح في الفترة القادمة، المشكلة تكمن في توفير إعداد كبيرة من هذا اللقاح لجميع
الدول وقد يستغرق سنوات عديدة لذلك قامت هذه الشركات بإنتاج اللقاح بالملايين حتى
قبل "الاعتماد" في حال لو اعتمد يكون لديها عدد كافي يغطي الاحتياج لذلك
تتهافت الدول لضمان حصتها من هذه اللقاحات بعقود آجلة مثلا أربع دول أوربية اشترت ٤٠٠
مليون جرعة من لقاح اكسفورد مع انه لا زال في مراحل الاعتماد كذلك فعلت مصر.
وهذا يقودنا الى
المشكلة الثانية بما ان هذه اللقاحات لازالت في مرحلة التجارب، هل من الممكن عدم
اعتماده في حال ثبت عدم نجاحه؟ وما مصير ملايين الجرعات التي تم بالفعل إنتاجها؟
إذا لم ينجح في
المرحلة الأخيرة سيتم إلغاء اللقاح بكل بساطة وستتلف الجرعات. وهذا وارد بالفعل
لذلك تقوم الدول بدعم أكثر من لقاح، في حال ان احدهم لم ينجح، يكون لديها أكثر من
خيار وهذا ما تفعله أمريكا حاليا على سبيل المثال، فقد دعمت الى الان أربع لقاحات
وخسرت مليارات من الدولارات، في الأخر هو كسباق الخيول، تراهن على اكثر من حصان
لتضمن الفوز.
0 تعليقات