إكرام المحاقري
قيل : أن طائر
النعامة إذا أحس بخطر ما يبادر لدس رأسه
تحت التراب ، وحين يشعر بالأمان يخرج رأسه ويعاود حياته الطبيعية ، وهذا
التصرف العجيب هو تصرف خاصة بهذا الطائر .. إلا أنه في القرن العشرين وما بعده
تطورت تصرفات بعض الآدميين حتى أتقنوا حركة النعامة ، إلا أنهم يدسون رؤوسهم في
التراب ولا يخرجونها أبدا !
عن الأمم المتحدة
والمنظمات الإنسانية والوحدات الإغاثية والعناوين الحقوقية نتحدث ، وبحبر الدم
أكتب مقال بعنوان توشح باسم اشلاء الأطفال والنساء المتناثرة في الأزقة والطرقات
وتحت الركام في اليمن لا في سواه ، وبين الأقاويل والأباطيل وعناوين النفاق سفكت
الدماء اليمنية منذ ما يقارب الستة اعوام برعاية أممية تفوقت على الطاغية "هتلر"
حين غزى العالم واحرق المعارضين ، ولم ينال مكانتها "الحجاج" ذي الحكم
الفرعوني الأموي ، ولم تصل وحشيتها حتى حادثة الأخدود والنار ذات الوقود ! هناك من
استنكر وهنا من دس أنفه ورأسه وضميره في التراب ، ولكن الأمم المتحدة كانت الأسواء
..
لم يتسنى لنا بعد
نسيان ما مضى من جرائم وحشية بحق النساء والأطفال في مختلف المحافظات خاصة محافظة
صعدة والجوف والبيضاء ، الا واقدم طيران تحالف العدوان بخلق مجزرة رهيبة في منطقة
وشحة محافظة حجة بحق النساء والأطفال ، ولا تختلف هذه المجزرة بشاعة وتفننا عن
سابقاتها من الجرائم التي تستهدف الروح البشرية والتي طالت حتى أرواح الحيوانات
باستهداف الخيول الاصيلة في محافظة صنعاء ، ولكل مجزرة قصة لا تنتهي الا بنهاية
تحالف العدوان الذي تطاول في إجرامه يوما بعد يوم .
فنحن اليوم وغدا وبعد
عام لسنا معنيون بمطالبة ممثل الأمم
المتحدة ومبعوثهم بإخراج رأسه من التراب أو من وحل مستنقع الارتزاق والخيانة ، ولن
نطالب بذلك كل من ينتمي للأمم المتحدة أينّْ كان شكلة وصفته ولونه ، بل نحن اليوم
معنيون بمواجهتهم إعلاميا وسياسيا وعسكريا حين نجد شعارات تلك الوكالات على أسلحة
مونت مرتزقة العدوان ونشرت القتل والدمار !!
بل سنوجه الخطاب
للقوة الصاروخية اليمنية بأن : اقتصوا من المجرمين ، واثأروا لتلك الدماء البريئة
والمظلومة ، وإشفوا بضرباتكم البالستية تلك القلوب المكلومة ، فالمعول عليكم من
بعد الله وليس على سواكم ، ولتذهب العناوين والشعارات إلى مزبلة التاريخ ، ولتسكن
العمالة حاويات القمامة ، ولينتصر الحق ، ولتقطع يد الإجرام ، ولتتحرر الأوطان والشعوب
من عبادة الطاغوت .
0 تعليقات