آخر الأخبار

يا خسارة يا ماسبيرو





 

حامد المحلاوى

 

 

 

حلقة خرافية عن العيد ال 60 للتليفزيون المصري على قناة : 1

 

التليفزيون زمان كان يعني العائلة .. الليلة استعدنا هذه الذكريات فجلسنا نستمتع بمشاهدة اثنين من عمالقة التليفزيون : نجوى إبراهيم .. سمير صبري ..

 

الاثنان قدما دروسا رائعة لكل الإعلاميين ومقدمي البرامج حيث خفة الظل وعدم التكلف والتصرف بتلقائية شديدة محببة إلى النفس .. أيضا سيكون من نافلة القول أن نتحدث عن الثقافة الراقية وسعة الاضطلاع والتهيئة النفسية الكاملة لهذين العملاقين .. أكثر ما يريح أعصابك أن تجد التواضع والصوت الخفيض الهادئ وستكتشف بسهولة أنهما دائما كانا ينظران إلى أن مقابل الشاشة شركاء للإعلامي ( جمهور ) يتوجب عليهما احترامه وكأنه يجلس أمامهما ! ..

 

بداية الحلقة كان درسا بليغا من نجوى إبراهيم لوائل الإبراشي .. قالت : الإعلامي ضيف على المشاهد يدخل بيته وعليه أن يتعلم أبجديات وآداب الضيافة .. فيجب أن يخفض رأسه في تواضع وأدب ( غض البصر ) وكأنه يدخل البيوت بشكل حقيقي وليس مجازيا .. الله على جمال التعبير ! .. ثم إن أمامه المايك فلماذا يزعج الناس بصوته المرتفع المزعج ؟! ..

 

أما سمير صبري فعندما كان يحاور جاسوسة مصرية تعمل لصالح إسرائيل عاملها بلطف شديد وتحدث إليها بكلمات مهذبة غير مهينة إطلاقا .. بل إنها عندما بكت بحرقة لما تأثرت بلطف المعاملة طلب لها منديلا لتهدأ وبدأت بعدها في سرد قصتها بكل أريحية ..

 

سأله الإبراشي : كيف احتفظت برباطة جأشك أمام جاسوسة تخون الوطن وكان يتوجب عليك أن تأخذها قلمين ثم تكمل الحوار معها ؟! ..

 

سمير صبري أستاذ في فن الحوار فأهمه أنه إذا كنت تريد أن تصبح محاورا جيدا عليك أن تكسر الحاجز النفسي الذي بينك وبين من تحاورأولا بعدها ستجد الحوار يسير بشكل متدفق وطبيعي جدا وربما تخرج منه بسبق لم تكن تحلم به .. أضاف بعدها العبارة التي فهمت منها أنني أشاهد وأستمع إلى أستاذ الأساتذة في فن الحوار التليفزيوني .. قال : أنا باحث عن الحقيقة ولست بمحقق ! .. الله على جمال هذه الحلقة ..

 

قرب النهاية أخفض وائل الإبراشي جناحيه بعد أن فهم أنه في حضرة عملاقين حقيقيين ! ..

 

.............. الآن عرفت أن كلمة الريادة لها أدواتها وشخوصها .. من أسف ليسوا موجودين ! ..


إرسال تعليق

0 تعليقات