وكالات
شر المرصد السوري لحقوق الإنسان "أنباء مؤكدة" عن قيام
الاحتلال التركي شمال سوريا، بإرسال مئات المرتزقة المنضوين في صفوف فصيلي أحرار
الشرقية وتنظيم حراس الدين التابعين لأنقرة، إلى مدينة طرابلس اللبنانية عبر شركة
"سادات" الأمنية التركية، كشفت مصادر إعلامية عن مسؤولين أمنيين في
لبنان أنّ تركيا ترسل أيضاً أسلحة إلى لبنان عبر سوريا، وذلك للاستفادة من الفراغ
السياسي والأمني عقب انفجار مرفأ بيروت.
ولعبت شركة سادات دورا فاعلا للغاية في قمع الانقلاب المزعوم،
وعُرف عنها أنّها درّبت آلاف المُقاتلين الأجانب في سوريا وليبيا من بينهم عناصر
في داعش والقاعدة، وهي تحظى بدعم كبير من الحكومة التركية التي تُسهّل عملها في
تلك الدول.
وذكرت قناة العربية (الإنجليزية) الخميس نقلاً عن مصادر أمنية
قولها "نحن قلقون جدًا بشأن ما يحدث"، فيما أكد مصدر في مخابرات الجيش
اللبناني عقب عمليات مراقبة "إن الأتراك يرسلون كميات هائلة من الأسلحة إلى
الشمال."
ولدى سؤاله عن تدفق الأسلحة التركية، قال دبلوماسي لبناني بارز
لقناة العربية إنه لا توجد تفاصيل محددة ، لكن "نعلم أنهم نشطون".
وقال الدبلوماسي "نحن نراقب ذلك ونبقى على اتصال مع حكومة
الولايات المتحدة."
وبرأي د.فراس مقصد، الأستاذ المساعد في جامعة جورج واشنطن ، فإنّ
تركيا قد ترى لبنان على أنه دولة سهلة نسبيًا لتوسيع دائرة نفوذها.
وقال "ربما يكون هناك تدخل تركي متزايد في لبنان وربما يُصبح
ساحة لعب ونفوذ بشكل غير مكلف للأتراك. إنه متاح بسهولة ولا يكلف الكثير".
ومنذ أيام، صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ بلاده
مستعدة لمنح الجنسية للتركمان اللبنانيين الذين يرغبون في الحصول على الجنسية
التركية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن جاويش أوغلو، قوله إنّ
تركيا تقف وراء شعب لبنان بعد الانفجار الدامي في بيروت وأن أنقرة مستعدة لتقديم
الجنسية التركية لمن هم في البلاد ممن يعرفون أنفسهم على أنهم أتراك أو تركمان
بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، حسب قوله في العاصمة اللبنانية "نقف مع
أقربائنا، الأتراك والتركمان في لبنان وحول العالم".
وتابع جاويش أوغلو، في إشارة إلى الأتراك الذين يعيشون في المنطقة
منذ القرن الحادي عشر، سنمنح الجنسية التركية لأشقائنا الذين لا يحملون الجنسية
التركية ويقولون "أنا تركي، أنا تركماني" ، ويعبرون عن رغبتهم في أن
يصبحوا مواطنين ببلادنا.
ورافق جاويش أوغلو في زيارته بيروت، نائب الرئيس فؤاد أقطاي، عقب
الانفجار المدمر الذي وقع يوم 4 إغسطس في العاصمة اللبنانية وأسفر عن مقتل ما لا
يقل عن 160 شخصًا وإصابة أكثر من 6000 آخرين.
وكانت صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار، قد نقلت
عن مراقبين سياسيين في المنطقة قولهم إنّ غيابا سياسيا سعوديا ملموسا سجل في لبنان
بعد انفجار بيروت في الوقت الذي سارعت فيه تركيا إلى تقديم نفسها كفاعل سياسي
واقتصادي في البلاد، وأن أنقرة تستفيد من تراجع الاهتمام السعودي وتخوّف إيران من
أن تحضر بقوة في مشهد يستقطب اهتماما غربيا واضحا.
وتعتبر مصادر سياسية تتابع التحرك التركي في لبنان أن رهان أنقرة
في الوقت الحاضر هو على ملء الفراغ العربي في البلد في ظلّ الأزمة العميقة التي
يعاني منها حزب الله، الذي ليس سوى ذراع لإيران.
وأكدت هذه المصادر أن تركيا تمتلك وجودا معنويا في لبنان، لكنها لا
تدرك أنّ هذا الوجود لا يعني أنّ السنّة موالون لها.
ووصف سياسي لبناني بارز الوجود التركي بالمهمّ جدا في ظلّ وجود عدد
من الجمعيات الخيرية التي تدعمها أنقرة، خصوصا في طرابلس عاصمة الشمال اللبناني.
0 تعليقات