د. محمد إبراهيم
بسيوني
نصحت منظمة الصحة
العالمية، المسؤولين الحكوميين بعدم محاولة تحقيق ما يسمى بمناعة القطيع ضد فيروس
كورونا المستجد من خلال السماح له بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء مجتمعاتهم وإنها
ستجعل المستشفيات مكتظة بالمرضى وتقتل الكثير من الناس. والشباب الذين تعافوا من "كوفيد
19" غادروا المستشفيات بصحة جيدة، فقط ليكتشفوا مشاكل بعد 10 أو 15 أسبوعًا،
لا يمكنهم الركض. لا يستطيعون ممارسة الرياضة، ويشعرون بضيق التنفس، ويعانون من
نوبات السعال.
عندما يتم الوصول الى
مناعة القطيع، اي عند وجود مناعة لدى 60% الى 70% من السكان على الاقل، سواء عن
طريق التطعيم (اللقاح) او التعافي بعد العدوى بالمرض سيعود العالم الى الحياة بشكل
طبيعي.
تظهر نتائج الدراسات
التي تختبر السكان على نطاق أوسع ان النسبة المئوية للأشخاص الذين أصيبوا حتى الآن
لا تزال محدودة.
عض البلدان جربت، ولا
سيما السويد وبريطانيا لفترة وجيزة، عمليات إغلاق محدودة في محاولة لبناء حصانة في
سكانها ولكن حتى في هذه الأماكن، تشير الدراسات إلى أن ما لا يزيد عن 7% إلى 17% من
السكان أصيبوا حتى الآن.
في مدينة نيويورك،
التي شهدت أكبر تفشي للفيروس التاجي في الولايات المتحدة، أصيب حوالي 20% من سكان
المدينة بالفيروس اعتبارًا من أوائل مايو (وفقًا لمسح للأشخاص في متاجر البقالة
والمراكز المجتمعية).
وتجري مسوحات مماثلة
في الصين، حيث ظهر الفيروس التاجي لأول مرة، ولكن لم يتم الإعلان عن النتائج بعد
ووجدت دراسة من مستشفى واحد في مدينة ووهان أن حوالي 10% من الأشخاص الذين يسعون
للعودة إلى العمل أصيبوا بالفيروس.
تبحث هذه الدراسات عن
الأجسام المضادة في دم الإنسان (البروتينات التي ينتجها الجهاز المناعي والتي تشير
إلى عدوى سابقة) حيث يتم إجراء اختبارات لفحص مقطع عرضي من السكان في جميع أنحاء
البلاد.
تتمثل ميزة هذا
الاختبار في أنه يمكن أن يكتشف الأشخاص الذين ربما كانوا بدون أعراض ولا يعرفون
أنهم مرضى. لكن يعيب هذه الاختبارات أنها قد يكون بها نسبة من الخطأ في بعض
الأحيان.
في حين أن هذه
الدراسات ليست بعيدة عن الكمال، إلا أنها في مجملها تعطي فكرة أفضل عن مدى انتشار
الفيروس التاجي حقًا وإمكانية انتشاره.
0 تعليقات