علي الأصولي
لبعض الاتجاهات الحداثوية توجد فكرة وأن لم تختمر في الذهنية عندهم بعد. لفقدان
الدليل بل الدليل على عكس هذه الفكرة أدل. توجد فكرة وهي أن النبي(ص) مارس عملية
اجتهادية في التشريعات.
وعليه، لا فرق بين النبي (ص) من هذه الجهة وبين أي مجتهد شيعي أو غير شيعي.
وأن امتاز الأول بالرسالة والنبوة ونحو ذلك دون الثاني،
بالمحصل. أن علم النبي (ص) ليس فيه ميزة على غيره. فالكل في مساحة الظن
وعدم الاعتبار في عموم التشريعات. هذا هو المحصل بالملازمة بالتالي فلا عصمة علمية!
ويرد عليه: أن النفس كلما ارتقت وقربت من مصدرها ومبدئها الأول. تكون أقرب
لما يتصف به ذلك المصدر. وبما أن المصدر خير محض وكمال للامتناه فيلزم ان تكون
النفس متصفة بقدر وعائها ولشدة قربها واستفادتها من ذلك الخير والكمال.
و هذا الأصل العقلي أو التقريب العقلي له من الشواهد الكثر لا اقل قوله
تعالى ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) وقوله ( ما زاغ البصر وما طغى ) بل نجد أن النبي (ص)
تحت مراقبة شديدة وصارمة من قبل الله وجهة الكمال المطلق يحسب عليه حتى أقواله من
قبيل ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ) الخ..
أضف أن السماء قد أمرت بالاقتداء بالنبي (ص) قولا وعملا لقوله ( لقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ولو لم تضمن السماء عصمته العلمية والعملية لما
جازفت بهذا المدلول وضرورة التمسك والاقتداء.
تعالوا معي للوقوف على مفاد قوله تعالى ( وَمَا ينطق عَنِ الْهوى * إِن هو
إلا وَحي يوحى) واستعمال أداة النفي ( ما ) في مدخول ( النطق ) تؤكد أنّ كل ما
يتكلم أو ينطق به النبي ( ص) لا يكون عن هوى استحساني أو ميل نفسي ، بل إن كل ما
ينطق به هو وحي من الله ألقي في روعه وأوحي إلى قلبه...
الخلاصة: لا تجد دعوى اجتهادية النبي الأكرم (ص) إلا عند غير المحصلين حصرا
،
وأترككم مع آية كريمة للتدبر والى الله تصير الأمور. قال تعالى ( إنا أنزلنا
إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما )...
نعم: من قرن طاعته بطاعة الله كيف يقال عنه انه مجتهد!!
( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) وليس في أدبيات المجتهدين من يدعي ذلك
والحمد لله رب العالمين.
0 تعليقات