كتب : عمرو صابح
"الأهوال
المريعة والخسائر الفادحة التي سببها وسيسببها هذا السد الأنكد، نسأل الله أن يهيئ
لمصر من يكون له من الحزم والحسم ما يقضي به على هذا السد المشئوم ويهدمه قبل أن
تحل بنا أخطاره المحققة الماحقة.
لقد كان هذا السد
سببا في فقد الكثير من آثارنا القديمة التي يأتي الناس من أطراف الأرض لمشاهدتها
وما فيها من فن وإبداع وإعجاز.
لقد أصبحت الجسور
والقناطر المقامة على النيل عرضة للانهيار، وما يسببه الانهيار من خسائر في
الأموال والأرواح.
لم يبق شر من الشرور
لم يجلبه علينا هذا السد البغيض الذي لم يقم لمصلحة مصر، ولكن إرضاء لغرور أجوف
ملأ جوانب حاكم لم يؤت من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير للعقيدة، لا قليلا
ولا كثيرا.
اهدموا السد قبل فوات
الأوان"!!
----
المكتوب أعلاه جزء من
كلام عمر التلمسانى مرشد الإخوان فى كتابه " قال الناس ولم أقل فى حكم عبد
الناصر" - الصادر فى عام 1979.
- السد الأنكد ، اللى
ضيع أثارنا القديمة؟!! رغم ان أثار النوبة كلها تم إنقاذها واكتشاف الجديد منها فى
ملحمة عالمية شاركت فيها حكومة مصر مع اليونسكو خلال فترة حكم عبد الناصر.
- السد الذي سيهدم
الجسور والقناطر؟!! بعد 50 سنة من بناء السد لم يهدم شئ بالعكس حفظ الجسور
والقناطر من مخاطر الفيضان.
- السد البغيض الذي
جلب علينا الشرور إرضاءً لغرور حاكم؟!! هو نفس السد الذى يشاء السميع العليم فى
نفس عام صدور هذا الكتاب التافه ، أن تضرب منابع النيل موجة جفاف استمرت من عام 1979
حتى عام 1987 ، لم يشعر بها المصريون بسبب السد العالى ومخزون المياه فى بحيرة
ناصر بنك مصر المائي.
- السد العالى الذى
أنقذ مصر منذ إنشاءه من 5 فيضانات مدمرة.
- السد العالى ومياه
بحيرة ناصر بنص كلام وزير الرى الحالي هما ضمان أمن مصر المائي فى مواجهة أزمة
بناء سد النهضة الإثيوبي حتى يتم التوصل لاتفاق مع حكام الحبشة.
- السد العالي حمى
ومازال يحمي المصريين بينما التلمسانى يولول وينعق كغراب البين منذ 41 سنة : اهدموا
السد قبل فوات الأوان!!!
- عمر التلمسانى هو
مرشد الإخوان الذى عقد مع الرئيس السادات أخطر صفقة سياسية فى تاريخ مصر المعاصر
بموجبها سمح السادات للإخوان بالانتشار فى المجتمع بدعم كامل من نظامه لضرب
الناصريين والشيوعيين خصوم السادات ، صفقة التلمسانى مع السادات كادت تفشل لأن
جماعة الإخوان بعد الضربات القاصمة التى تعرضت لها فى عهد عبد الناصر ، افتقرت
للكوادر ، لولا ان عبد المنعم الفتوح الطالب بطب قصر العينى ومؤسس الجماعة
الإسلامية بجامعة القاهرة بدعم من نظام السادات قرر ضم جماعته لجماعة الإخوان
المسلمين تحت قيادة عمر التلمساني.
- يتم تقديم
التلمسانى وأبو الفتوح على إنهما من رموز الانفتاح الإخوانى على شتى التيارات
السياسية المصرية بينما هما فى الحقيقة من أخطر قادة الإخوان .
- السادات أعاد إحياء
جماعة الإخوان بفضل التلمسانى الذى جدد شباب الجماعة بفضل أبو الفتوح.
-
هذا المقتطف من كلام التلمسانى دليل جديد على مستوى وعى الإخوانجية ، هذا
الكلام صدر فى عهد السادات فى كتاب كان يُباع بثمن بخس ، وشوه وعى الشباب ، فى
ثمانينيات القرن الماضي قادت جريدة الوفد حملة مماثلة لهدم السد العالي ولكن
للإنصاف كانت دعوتهم لهدمه بسبب انه حرمنا من رؤية التماسيح تمرح وتلعب بنهر النيل
وحبسها فى بحيرة ناصر ، كما انه منع عن المصريين السردين اللذيذ الذى كان يأتى مع
الفيضان!!
مصطفى محمود فى
مقالاته وكتبه السياسية كان دائم الهجوم على السد العالى،ووصفه بالمشروع العادى ،
وان مشاريع مثل شبكة المجاري والكباري أفضل منه!!
- وجهة نظر عمر
التلمسانى وحزب الوفد فى ثمانينيات القرن الماضي ومصطفى محمود هى نفس وجهة نظر
أمريكا التى رفضت المساهمة فى بناء السد العالي ، وإسرائيل التى حاربت مصر من أجل
تعطيل مشروع السد العالي.
- فى سنة 2000 بعد 30
سنة من بناء السد العالى ووفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، اختارت الأمم المتحدة
السد العالى كأعظم مشروع تنموي وهندسي فى القرن العشرين.
0 تعليقات