علي الأصولي
لم تكن سياسية الصفحة تستهداف الشخصيات ذات القراءات المختلفة عن
قراءة صاحبها أو القراءة الدينية المذهبية الرسمية بقدر ما تتجه صوب نفس القراءة
ما أمكن. وأن لوحظ في بعض ردودها تقترب من نفس الشخصيات فهي لا تعدو تسليط الضوء
لمعرفة بعض الجوانب المبهمة لمعرفة انطلاقات هذه القراءات.
فقد تناول القلم - قلم الأصول وخط الفقاهة - العسر وتنويره المتطرف
والسيد فرقد وطروحاته وجملة من كتاب إيران المحسوبين على الاتجاهات التنويرية
الحداثوية الاصلاحية. بل شمل النقد حتى مقتربات آراء المرجع السيد الحيدري في بعض
آراءه.
وهذا لا يعني الاصطفاف والخط التراثي الماضوي بكل ثقله وحمولته
التاريخية فهو أيضا لا يخلو من هفوات وهنات وإشكالات معرفية عميقة.
ومع هذا أرجو أن يلاحظ القراء أن عموم ما ينشر هنا هو على نحو
النشر الاستطرادي لا التركيزي كون أن الأولويات ناظرة إلى غير النقد. وما تجده من
نقد هنا. فهو فضل ومن نافلة القول...
ومن هنا سوف نسلط المجهر ومشرط النقد على آراء الشيخ عبد الحليم
الغزي ونحاول أن نعرض أهم ما بيده ونتفحص كبرى مدعياته التي انساق لها كل من كان
له مشكلة بنحو أو بآخر مع المؤسسة الدينية النجفية أو القمية وعلى الله التكلان
واليه تصير الأمور....
في البدء أود أن انشر بعض الأسطر التمهيدية قبل تناول كبرى
المدعيات التي روجها الرجل على طول سنوات مضت.
واجد أن أكبر أزمة اتصف بها الرجل هي أزمة عدم وجود قراءة تتسم
بملامح وما يريد ان يقدم.
فهو من جهة لا يقبل على من بنسبه إلى الاتجاه الإخباري الذي عرف
رموزه الكبار من علماء الإمامية لهم آراء ومؤلفات وقراءات وأدلة على المدعيات.
أمثال المجلسي والاستربادي والبحراني ومن كان في مصافهم.
وفي الوقت نفسه لا يرضى وأن نحسبه على الاتجاه الأصولي المتمثل بأساطين
الفقهاء وخراتيت الصنعة.
وعدم قبوله النسبة والانتساب لهذه الجهة أو تلك كاشفة على وجود
أزمة حادة عند الشيخ تتمثل بعدم وجود قراءة خاصة وما نراه في طول تلك الفترة فهي
اقرب للمشاكسات منها للقراءة الخاصة.
وعلى كل حال كنا نتمنى على الرجل أن يقدم ما عنده من آراء تخصصية
-- إخبارية كانت أو أصولية - ويشيد بنائها وينافح عن مخرجاتها نقضا أو إيرادا
ويناقش معارضتها لتكون مادة جاهزة تحسب على القراءات.
وأضم صوتي لبعض الأصوات الداعية إلى أن يحقق لنا الشيخ مسألة واحدة
من عويصات الفقه كقاعدة ( لا تعاد الصلاة ) التي قيل عنها : إن من أبدى فيها، وجهة
نظر، فهو مجتهد!
وأن كان مناهضا لفكرة الأصول والاستنباط والاجتهاد المعروف فها نحن
ننتظر منه تحقيق مسائل المستحدثات وفق ما يراه من دعوة والرجوع للحديث ولو تفضل
علينا نقض الأصول وضرب الأساسات التي عليها قام البناء نصرة لما يراه صحيحا
ومشروعه الزهرائي!
وأما الاكتفاء بدعوى الرجوع للحديث وصرخات - زهرائيون ما بقينا
والهوى زهرائي - وغيرها من الأناشيد فهي محاولة للهروب للأمام وكاشفة أزمة عدم
وجود قراءة والى الله تصير الأمور...
0 تعليقات