نصر القفاص
اختار "الشعب المصري الشقيق" ساعة الصفر التي قررها,
ليبدأ مواجهته ومعركته ضد الفساد يوم "25 يناير 2011" وأهدر ثمارها دخول
"جماعة الإخوان" الإرهابية والبعض من "الممولين" على الخط..
سرقوا الثورة بدعم واضح وصريح من "عاصري الليمون" الذين هم
"جنرالات الثقافة" من بقايا زمن "عبد الناصر"
و"السادات" و"مبارك" من الذين كانوا يضعون على رؤوسهم ريشة
"النخبة"!!
اتضحت الصورة واكتشف الشعب أنه تعرض لخديعة, عندما تأكد يوم 6 أكتوبر
من عام 2012 أن الإرهاب سيطر على الوطن.. هنا أذكرك بمشهد الاحتفال بيوم أعظم
الانتصارات فى تاريخنا, عندما شاهدنا القتلة يتصدرون المشهد للاحتفاء بمندوبهم
وصنيعتهم فى السيارة المكشوفة بإستاد القاهرة!!
من تلك اللحظة تولدت طاقة الغضب لتنفجر يوم الإعلان الدستوري –
المزعوم – بعدها بأيام.. لنا هنا وقفة ضرورية.. أعتقد "منتخب الإرهاب"
أنه حقق فوزا.. قل اعتقدوا أنهم انتصروا على "شعب ساذج" وهذا وصف وفقا
لتصورات الأغبياء ومحدودي الفهم!! لأن "الشعب العظيم" يملك إرادته
وقدراته وآلياته.. واعتبارا من لحظة اعتقاد "جماعة الإخوان" الإرهابية
تمكنها من المجتمع, وإطلاقها خطة تمكين القتلة من مفاصل الوطن.. انطلقت معركة أخرى
على جبهة ثانية.
المعركة على "جبهة الفساد" لم تتوقف.. فتح "الشعب المصري
الشقيق" جبهة ثانية بالحرب على "الإرهاب" وكان رائعا أن "بيت
الوطنية المصرية" بقيادة "عبد الفتاح السيسى" كان متابعا.. راصدا..
جاهزا.. للمعركة على الجبهتين.. اختار قائد المعركة الذي أفرزته الأحداث وقدمه
الشعب, خوض "معركة الإرهاب" أولا لخطورتها.. كان الحسم يوم 14 أغسطس
2013.. بفض التجمع الإرهابي فى "رابعة" و"النهضة" بعد ثورة
جديدة انطلقت يوم 30 يونيو, وصدور بيان 3 يوليو.. ولأن الأحداث كانت سريعة
ومتلاحقة.. اختلطت التفاصيل.. فقد احتمى كل رموز الفساد بثورة الشعب فى 30 يونيو..
ثم قرروا بعدها أنهم أصحاب الثورة.. شهدنا هدنة خلال المرحلة الانتقالية, كانت
تخرقها معارك جانبية على الجبهتين – الإرهاب والفساد – اعتقد الشعب أن معركته انتهت
بتنصيب "عبد الفتاح السيسى" رئيسا للجمهورية..
الحقيقة أن المعركة كانت مستمرة.. تركنا الأمر للقائد الذى أودع
الشعب ثقته فيه.. مضت الأيام والشهور والسنين.. كان إطلاق النيران مستمرا دون توقف
على الجبهتين.. لحظة أن كاد "الإرهاب" يعلن استسلامه وهزيمته, رفع
"الفساد" رايته!! ليجد قائد المعركة نفسه والشعب معه فى حالة حصار
غريبة.. لم يصارح القائد شعبه بالحقيقة.. وأمسك الشعب عن سؤاله عما يحدث على تلك
الجبهة الواسعة!!
يوما بعد يوم كانت هناك وقائع وأحداث مربكة, تفرض أسئلة وغيوم تحجب
الرؤية.. توحش "لصوص ثورة 30 يونيو" كما سبق أن توحش "لصوص ثورة 25
يناير" لتبدأ معركة جانبية بين الطرفين.. كانت ساحتها فى ميدان
"الإعلام" و"السياسة" وتحديدا عبر الأحزاب التى فرضت نفسها
على الواقع.. اختار القائد "عبد الفتاح السيسى" صرف النظر عن هذا الصراع
– هنا خطأ استراتيجي – بالذهاب إلى تدوير عجلة التنمية بسرعة.. كان ثمن هذه
التنمية باهظا وفادحا.. دفعه "الشعب المصرى الشقيق" متألما متغاضيا عن
آلامه.. بدأت ثمار التنمية تلوح فى الأفق.. وقبل أن تسقط على الشعب.. صدمتنا كانت
مروعة حين رأينا اللصوص الذين يقاتلون "معركة الفساد" يجنون الثمار!!
ظهرت "حالة القلق" بين صفوف الشعب.. انقلب القلق إلى "حالة
توتر" بالذهاب إلى تعديلات فى دستور وافق عليه الشعب فى لحظة إذعان!! حسمها
"رموز الفساد" وأعلنوا الانتصار.. تلك حقيقة يجب ألا نهرب منها.. لم
يعلق القائد بغير جملة غريبة.. مريبة.. فى كلمتين "جبرتوا خاطرى"!!
عقدت الدهشة الألسنة.. شلت العقول.. راح الشعب فى حالة صمت مدهش..
ظهر علينا نجم من نجوم الفساد, يحركه قادة الإرهاب ويقدمونه عبر شاشات الخيانة فى
"اسطنبول" و"الدوحة"!!
انحاز الشعب – صمتا – للقائد رغم الحيرة والقلق والتوتر.. حرق هذا
الصمت "محمد على خنفس" باعتباره فأر تجارب لنجوم الإرهاب والفساد.. ثم
كانت الطامة الكبرى عندما بدأ تطبيق التعديلات الدستورية المريبة.. خرج
"أباطرة الفساد" بوجوههم القبيحة ليعلنوا التحدي للشعب, بعد
"بروفة" ركيكة تمثلت فى انتخاب "محمد أبو العينين" نائبا
بمجلس النواب خلال انتخابات عارضة لوفاة نائب الدائرة.. أعلنوا فرض كلمتهم
وقانونهم ورموزهم قبل وخلال وبعد انتخابات "مجلس الشيوخ" الذى تم إقحامه
على التعديلات الدستورية.. تراجع اللصوص والخونة خطوة, وقدموا أبناءهم ووكلاءهم..
طوال العملية – قبلها وخلالها وبعدها – لم يعلق القائد بكلمة واحدة.. أعلن الشعب
الرفض.. صرخ.. قرر الفعل.. نفذ ما أراده بمقاطعة مذهلة تعكس وعيا عميقا وقدرة
جبارة.. إرتبك طباخ هذه "الوجبة المسمومة"!! حاول صبيانه تخويف شعب
بأكمله.. استمر الشعب فى التحدى عبر مواقع التواصل الاجتماعي, بعد مصادرة كل نوافذ
التعبير عن الرأى من وسائل إعلام يتم إنفاق المليارات عليها لتكون
"خردة"!!
ظهر القائد "عبد الفتاح السيسى" بعد جريمة "القصد
الجنائى" مرتين.. كانت الأولى فى القاهرة بمناسبة افتتاح واحدة من مراحل
"مترو الأنفاق" والثانية بالإسكندرية خلال افتتاح رسمى لمحور
"المحمودية" وكليهما إنجاز يستحق الفخر والزهو والتقدير.. لم يعلق
القائد على الجريمة التى تم ارتكابها فى حق الشعب.. لم يعلق على حسم الشعب للمعركة
بثورته الصامته.. فى المرة الأولى لم يتكلم.. ربما لأنها شهدت تكريما وتقديرا لاسم
وشخص المستشار "عدلى منصور" الذى كان عنوان الاحتفالية.. فى المرة
الثانية كان يمكن أن يستمر الصمت و"الصمت الصاخب" للشعب لو أن عنوانها
كان افتتاح مسجد يحمل اسم الفريق أول "عبد المنعم رياض" الذى تم إطلاق
اسمه على مسجد ومجمع إسلامي رائع.. لكن القائد اختار هذه المرة أن يتكلم.. قدم
وزير التموين لاستعراض إنجازات وزارته, ردا على "أراجوز الفساد" الذى
هاجمه بعنف بسبب قرار تخفيض وزن رغيف عيش الفقراء!! أثنى الرئيس على الوزير
بمبالغة غير مفهومة.. لماذا؟! فكر واختر ما شئت من تفسيرات.. ثم عرض ما انتهت إليه
الدولة لمواجهة فساد الاعتداء على الأراضي الزراعية.. كشف الرئيس أن المشهد سابق
الإعداد.. انفعل.. وجه حديثه للشعب.. معاتبا يجوز.. غاضبا منه يجوز.. قل ما شئت..
المهم أننا سمعنا مفردات غريبة.. استفتاء على وجوده..
وكان مريبا أن يقول"أعملوا استفتاء" والمعلوم بالضرورة
أن الاستفتاء يدعو إليه رئيس الجمهورية.. ثم يقول "عايزين تعملوا إيه فى
البلد" والكلام بدا أنه موجه للشعب.. هو يعلم أن صناع الفساد يحيطونه فى كل
مواقع المسئولية, متحالفين مع "رجال المال" الذين لم يهادنوا لحظة.. كان
مذهلا أن يقول "ييجى اللى يخربها" بما يعنى أنه يعرفه.. أو هكذا فهمت,
وقد يكون فهمى محدودا!!
وخلال الكلام ينادى الدكتور "على عبد العال" رئيس مجلس
النواب, الذى لم يتسرب لنا أن أحد نوابه قدم طلب إحاطة أو سؤال أو استجواب حول
الاعتداء على الأراضي الزراعية.. ثم ينادى على – أى يخاطب – الدكتور "مصطفى
مدبولى" رئيس الوزراء ليقول له أن هذه المواجهة اختبار!!
ولم ينس أن ينادى على الفريق أول "محمد زكى" وزير الدفاع
حين قال أنه مستعد لمواجهة الفساد بالقوات المسلحة بداية من القرى.. وأنهى كلامه
بمحاولة استنطاق الصامتين.. الكامنين داخل دواليب الدولة.. وبالطبع لم ينطق أحد.
لا أكتب سيناريو فيلم وذلك عرض لخطوطه العريضة.. لكننى أفكر بصوت
عال معكم, بعد أن عجزت عن الإجابة عن سؤال عريض هو.. ماذا يحدث؟! وهنا لا أجد غير
ظنون, يجب على من يفكر ويكتب احترافا لما يقرب من نصف قرن أن يطرحها.. لا أملك
إجابة واضحة ولا حاسمة أو حتى ملامح إجابة تبدد القلق الذى تحول إلى توتر ثم انقلب
إلى "حالة خوف" غير عادية على حاضر ومستقبل وطن وشعب.
كان يمكن أن أصمت.. رأيت أن هذا خوف أقاتله طيلة حياتى.. كان يمكن
أن أفسر ما يحدث فى اتجاه "النفاق الرخيص" وذلك فشلت فيه.. رأيت أن
الصمت خيانة.. فقررت أن أصارحكم وأشارككم الأسئلة!!
- هل القائد "عبد الفتاح السيسى" وصل إلى مأزق عبر عنه
بقوله "مش عارف أعمل إيه"؟!.. متقدما للشعب فى صراعه ضد الإهاب والفساد؟!
- هل القائد "عبد الفتاح السيسى" إختار منهجا وطريقا
أدرك أنه سيكون سببا فى معركة الحسم مع صانعى الفساد و"رجال المال",
ودليلى على ذلك ما حدث خلال انتخابات "مجلس الشيوخ" المشبوهة والمسمومة؟!
-
هل القائد "عبد الفتاح السيسى" أراد من خلال
"رسائل مشفرة" كما عودنا استطلاع رأى الشعب فى مأزقه أو منهجه باعتباره
أفصح عن متابعته لما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي – متجاهلا الإعلام الذى
يتحكم فيه من نعلمه – وتعبيره عن إعجابه بما يدور فى إطاره.. لكنه اختار اهتمام
الرأى العام بتحدى مياة النيل والجبهة الغربية – ليبيا – رغم أن التواصل الاجتماعى
مشغول بجريمة "القصد الجنائى" فى انتخابات "مجلس الشيوخ"؟!
أستطيع كتابة عشرات الأسئلة.. لكن من الضرورى الإشارة إلى دليل
إجابة.. خبر يقول تم تعيين رئيس جديد للرقابة الإدارية.. بعدها بساعات تعيين
الرئيس الذى ترك موقعه مستشارا لرئيس الوزراء لملف الفساد بدرجة وزير – هو يحملها
من موقعه السابق – ووسط هذا كله كان أنين رجال "مستنقع وطن" الذين
صدعونا بأنهم حزب, وهم فى الحقيقة "عصابة" تظهر فى الظلام وتختفى إذا ما
شعرت ببقعة ضوء!! وأين "أراجوزات الإعلام" الذين كسبوا الملايين, مقابل
تقديم فقرات منقطعة الجماهير فى المشاهدة, ومنعدمة الجماهير فى القراءة!! وأين
"الطرف الثالث" الذى زرع الفاسدين فى كافة المواقع بقدر ما استطاع.. وسط
كل هذه الصورة القاتمة وشديدة التعقيد.. إسترحت عند حالة "إبراهيم عبد
الناصر" طالب الثانوية العامة الحاصل على 99,6% بامتحانات الثانوية العامة,
الذى يعتز بأنه بائع فريسكا وابن بائع فريسكا.. فرحت به, وضاعف من فرحى أن الذى
قدمه مواقع التواصل الاجتماعي.. لم يعكر صفو فرحتى به سوى تبرع "رجل
مال" بملاليم له.. ولا أملك أن أدعوه للاعتذار عن ما قدمه هذا المنبوذ كصدقه
!!
0 تعليقات