د.أحمد
دبيان
تظل
مشكلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع الجيل الذى تنكر قطاع عريض منه له
ولتجربته ، رغم ان هذا الجيل هو أكثر من استفاد منه بواقع حراك اجتماعي لم يحظى به
الشريحة الكبرى من المصريين منذ عهد الفراعنة ومكتسبات استقلال وحرك ثورى أعاد
التوازن الطبقى المفتقد منذ فجر التاريخ .
تبقى
مشكلة ناصر الأساسية مع هذا الجيل هو التلقى الخاطئ لديه ببمارسة الرجل للسلطة
الأبوية .
ربما
جاء هذا ناتجاً لكاريزما الرجل ومنجزاته التى لم تتحقق على يد مصرى من قبل ، من
تشييد السد العالى إلى إنشاء المجمعات الصناعية الكبرى التى أدخلت مصر ولأول مرة
إلى عهود التصنيع الكبرى وجعلتها تخطو أولى خطواتها نحو علاقات صاحب العمل
والبروليتاريا مع تدخل السلطة لصالح الجماهير بتأسيس قاعدة لمكتسبات بروليتارية ظل
رأس المال الطفيلى فى مصر يعتبرها ممارسات إحسانية دعائية تفضلية مرسخاً لهذا
الإطار وحده كممارسة لمفاهيم العدل الاجتماعي.
ربما
لا زالت الحرب الضروس التى تمارسها قواعد رأسماليات الطفيليات والتى عادت من النسب
المتصل أو المدعى لمن عادوا بشراسة بعد رحيل الرجل وإجهاض تجربته هو الخوف الممض
من أفكاره وممارساته الثورية .
ولتظل
خيانات المتثاقفين أو المدعين أو الجهلاء ، ممن نالوا المكتسبات التى أسس لها
الرجل دون أن يحاولوا استكمال الأطر المؤسسية لحمايتها هى أكبر داعم لرأسماليات الانتهاب
التى نجحت فى تضبيب الوعى واصطناع حالة فصام ايديولوجية ما بين غريزة العدل الاجتماعى
كمطالبات وممارسات والنموذج الوطنى الوحيد الذى حاول ونجح وقتياً فى تحقيق النزر
الأكبر منها للشعب الراسف فى أغلال الطغيان الطبقى والعنصرى منذ فجر التاريخ .
0 تعليقات