محمود جابر
المخيلة الدراماتيكية لتسويق بعض الحوادث التاريخية دفعت البعض إلى
تصديق حوادث غير ثابتة للاتجار أو إكساب العطف ....
وهو لا يعلم أن بعض هذه الحوادث تطعن فى الدين ذاته قبل أن تنال ممن
حاولوا إضراره .....
وعلى سبيل المثال قضية وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التى
يحاول البعض من وقت لآخر تسويقها على انه صلى الله عليه وآله مات مسموما !!
ويحتطب أحاديث من هنا ومن هناك .....
رغم أن العمدة فى هذه القصة هو معلقات البخارى، ومعلقاته هى عبارة
عن أحاديث مرسلة أو منقطعة ليست متصلة فى سندها، وأما المتن فقد اختلف فى من كان
مع النبى من الصحابه ومات بسبب الشاه فقد سمى الرواة ... ثلاثة أسماء لصحابى
واحد...
فمرة يسمونه ...(البراء بن معرور )
وأخرى يسمونه (بشر بن البراء معرور)
وثالثة يسمونه (بشر بن البراء بن عازب)
وكما اختلفوا فى اسم الرجل اختلفوا فى اسم المرأة صاحبت السم
فلها أكثر من اسم ....
فلو كانت الحادثة ثابتة وهناك شخص مات فهل يمكن ان يرتبكوا فى اسمه
؟
ولو كانت هناك أمرآة قامت بالجريمة فهل يمكن ان يكون لها اسمين أو
أكثر ؟
كما اختلفوا فى اسم الصحابي واسم المرأة المجرمة اختلفوا فى ما وقع
على المرأة من عقوبة هل قتلت أم عفي عنها الرسول صلى الله عليه وآله .....
هذه التحليل للواقعة من واقع الأحاديث يجعلنا نرتاب فى القصة
برمتها، وهو أمر سوف نتناوله فى حلقات قادمة ...
على الرغم من أن القرآن واضح لا لبس فيه ...
يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) المائدة 67..
وقال الله تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ
بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) الطور 48.
فالثابت أن النبي بعين الله تعالى وهو تعالى يعصمه من الناس، والعصمة هى
عصمة المنع من الايذاء والقتل .... وليس فتنة وانحراف ...
ثم قفز البعض فى قضية
الشهادة فقال أبى الله إلا أن يعطى نبيه الحسنيين النبوة والشهادة، رغم أن الشهداء
يلحقون بالصديقين والصديقين يلحقون بالنبيين أي أن الأنبياء يسبقون الشهداء بمقام
بعد المقام وبينهما الصديقين ..
والدليل قول الله تعالى: «فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا» النساء 69. فأى كرامة بعد النبوة
ذاتها
وللحديث
بقيه
0 تعليقات