امتنان كمال
الكلمة ..هي أشارة للكلمة الإلهية النازلة لهداية العباد وهي أشارة
لحامل الكلمة وهو الرسول في كل عصر أتى.. قد يكون المعني أسهل وأقرب للفهم بالنسبة
للمسلمين ولكنه أصعب بالنسبة للمسيحيين والسبب واضح.. حيث أقتصر المسيحيين الكلمة
علي السيد المسيح له المجد كما أقتصر المسلمين كلمة الإسلام التي هي أطلاق عام علي
الشريعة المحمدية.. فدائماً يضع الإنسان المتاريس حول ذاته ليبقي مكانه كأنه يدافع
عن حصنه والحقيقة أن الله خلق الإنسان ليسير متدرجاً نحو العرفان.
معني ( الكلمة) في القرآن الكريم والإنجيل المقدس
................
الكلمة هي أشارة للكلمة الإلهية التي تخلق الإنسان خلقاً عرفانياً
وعندما وصف القرآن السيد المسيح وصفه بكلمة من الله..
آل عمران 45(إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرْيَمُ إِنَّ
ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍۢ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ
مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ)
وهي أشارة للمقام الرفيع للسيد المسيح ..ولكن كلمة (كلمة منه) دالة
على أن حضرته ليس الكلمة الوحيدة .بل كلمة منه
بحر الكلمة الإلهية.
..................
فكل رسالة هي كلمة إلهية وآياتها هي عناصر هذه الكلمة وكل رسول هو
مظهر هذه الكلمة والحامل لها.. وهنا يبين القرآن الكريم استمرار الكلمة الإلهية
والتنزيل الإلهي فيبين أن سيدنا محمد رسول وكلمة منه ولكن الكلمات الإلهية لانهاية
لها.. هذا مابينته آخر سورة الكهف ونحن نعلم أشارات سيدنا محمد لأواخر سورة الكهف.
آخر سورة الكهف 109/110(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا
لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي
وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)...حتي
الرسول لو توقفنا عنده فقد أشركنا بالله فبحر الكلمة الإلهية لانهاية له.
والإنسان مخلوق بعرفان الكلمة الإلهية وتولد روحه العرفانية التي
هي القصد من خلقه بهدايات رسله وتدرج العرفان عن طريق الكلمة الإلهية لذلك يبدأ
أنجيل يوحنا بأعظم توضيح وهو قوله (في البدأ كان الكلمة...) فبدأ الخلق الذي أشار
إليه التوراة في سفر التكوين (في البدأ خلق الله السموات والأرض) قد بين الإنجيل
مقصده الروحي وهو بالتعبير الانجيلي الولادة الثانية أي الولادة الروحية للإنسان.
الكلمة الإلهية تؤتي أوكلها كل حين.
...........
ويشير القرآن أيضاً إلي أن الكلمة الإلهية تؤتي أوكلها كل حين فهي
كالشجرة فروعها في السماء إذاً فثمارها سماوية وتأتي كل حين إلهي.. فكل إيمان هو
متاع إلي حين.. (فأمنوا فمتعناهم إلى حين)...وهذا الحين شامل كل الرسالات فالقرآن
يشير إلي أن الإيمان بالقرآن أيضاً هو متاع إلى حين.. . وبعدها تأتي الرسالة
السماوية التالية ككلمة من الله بثمار جديدة وعرفان جديد ومن يذوقها يشعر إنها من
نفس المصدر الإلهي (كلما رزقوا فيها من ثمر قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) .
سورة إبراهيم(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ24
تؤتي أوكلها كل حين).
فخلاصة أشارات القرآن أن الكلمة الإلهية بحر ممتد بلا نهاية وشجرة
سماوية دائمة الإثمار بلا انقطاع.
وتبينات الانجيل بأن الولادة الثانية أي الولادة الروحية تكون
بالكلمة الإلهية التي أنزلها الله لعباده منذ البدأ.
وهنا يجب أن نرجع للأنجيل لنعرف معني ومقصد الكلمة
الكلمة حسب أشارات الانجيل.
...............
لو رجعنا لرسائل بولس (الله بعدد أن كلمنا بالأنبياء كلمنا في هذه الأيام
الأخيرة بالمسيح).. فالكلام الإلهي فيض منذ البدأ وكلمنا الله فيه عن طريق أنبياءه
ورسله وفي الوقت الأخير كلمنا بالمسيح.. إذا الكلمة نازلة للبشرية منذ البدء (في
البدء كان الكلمة)... والمسيح كلمة الله وموسي كلمة الله.
أنجيل يوحنا إصحاح 9(فشتموه وقالوا:«انت تلميذ ذاك، واما نحن فاننا
تلاميذ موسى. 29 نحن نعلم ان موسى كلمه الله، واما هذا فما نعلم من اين
هو».)..فاليهود يعلموا ان موسي كلمة الله لكنهم لم يصلوا لعرفان أن المسيح أيضاً
كلمة الله.
والله لايُسأل عما يفعل.. لذلك بشر في الانجيل بكلمة من الله يحكم
ويحارب.. فلنرجع لرؤيا يوحنا.الاصحاح 19
(11 ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ
أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ
يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ.
12 وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ
كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ.
13 وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى
اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ».)
إذا فالوعد برسول هو كلمة الله وثوبه مغموس بدم ويدوس معصرة غضب
الله القادر علي كل شئ كما تبين باقي آيات الرؤيا.
من كل الآيات القرآنية والانجيلية نعرف معني كلمة الرب التي تشير
لمقام التنزيل والتربية الإلهية من الله لعباده والتي هي مقام الربوبية أي
التربية.. فالله الغيب المنيع يرسل رسله من مقام ربوبيته أي تربية العباد.. ويشير
لهذا في التوراة بمجئ الرب.. وكذلك أشارات القرآن (يوم يأتي ربك والملك صفاً صفاً)
ويشير لمن يكذب بلقاء ربه..فكلها أشارات لظهور مقام الرسل لتربية العباد كما نزل
رسل الله موسي وعيسي ومحمد لتربية العباد وأشار إليه التوراة في بشارة توراتية
لمجئ الرسل بالتربية الإلهية.
تثنية 33(جاءالرب من سيناء واشرق من سعير وتلألأ من فاران وظهر من
ربوات القدس)..
هي أشارات لأماكن تشرفت برسل الله وهم بترتيب ذكر الآيات سيدنا
موسي ثم السيد المسيح ثم سيدنا محمد ثم حضرة بهاء الله.
فلنؤمن بالله منزل الكلمة ونؤمن بأزليته وصفاته التي لاتتغير
ولاتنتهي وتنزيله صفة إلهية لاأنقطاع لها فلنؤمن بالله حقاً ولانشرك أحد من رسله
معه فله الملك وحده.
0 تعليقات