علي الأصولي
لم تكن نية كاتب مسرحية تارتوف وشاعرها الفرنسي موليير إلا الفات
نظر المجتمع الفرنسي من النفاق الكنسي والذي أظهره بصورة رجل الدين تارتوف،
ومع كم الاعتراضات والصيحات من داخل الوسط الديني والمحافظ لم يجد
موليير بدا إلا إعادة كتابة مسرحيته مرتين على الأقل لتخفيف من الضغط الشعبي الذي
مورس بحقه لانه حاول أن ينبه المجتمع طبيعة واستغلاله من قبل تارتوف المتظاهر
بالتدين والتقوى والعلم وكأنه على خطى نبي الله عيسى (ع)!
بينما واقع تارتوف رجل فاسد نصاب يتخذ من الدين شعارا لاستغفال
أكبر عدد ممكن ممن يحسنون الظن بالدين المسيحي والكنيسة التي تمثل بيت الرب ومأوى
العذراء مريم (ع) وبهذا راجت تجارته البازارية بشكل ملحوظ في وسط مجتمع فقد مقومات
الوعي والنباهة،
كان موليير و هو من أعمدة النهضة الأوروبية ، يرمي الى ضرورة
تحرير المجتمعات من نموذج تارتوف السائد فيها آنذاك ، لضمان سلامتها وكذلك لتحقيق
نهضة الرقي والتقدم .
إن مجتمعاتنا - الإسلامية والعربية تعاني كثيرا من هذه النماذج
المؤسفة بل تجد في واقعنا الشيعي آية الله تارتوف متربع على الوعي الجمعي، وما أن
تحاول أن تتخذ أسلوب موليير إلا وتجد نفسك وسط صيحات الرفض والتشكيك والازدراء
والتهكم والتسقيط، وكيفما كان مادامت المجتمعات خاضعة تحت تأثير وأفكار وقبضة تارتوف فما علينا إلا إعادة صياغة المقال مرة
بعد أخرى لتخفيف الضغط من جهة وتمرير الفكرة من جهة أخرى والى الله تصير الأمور،
( ملاحظة آية الله تارتوف لا اقصد به أحد بعينه بل تناول المقال
هذا الاسم كظاهرة لها وجود وحضور فعلي على الأرض لذا كتبت هذا التنبيه لقطع الطريق
على البعض )
0 تعليقات